التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال

التهاب الأذن الوسطى أو عدوى الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otitis media) من الأمراض الشائعة جدًا عند الأطفال، ويتمثل بحدوث التهاب في الفراغ المليء بالهواء الموجود خلف طبلة الأذن، حيث يمتلئ هذا الفراغ بالسوائل التي تضغط على طبلة الأذن عندما تصاب الأذن الوسطى بالعدوى، وقد تسبب هذه السوائل الألم للطفل، ويجدر بالذكر أن أكثر من 80% من الأطفال قد عانوا من إصابة واحدة على الأقل في الأذن مع بلوغهم سن الثالثة، وعلى الرغم من ذلك فإنه يمكن أن يصيب البالغين أيضًا.[١]




أسباب التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال

تحدث التهابات الأذن الوسطى في العادة نتيجة لخلل في قناة استاكيوس في الأذن، يثنيها عن أداء وظيفتها بشكل سليم، وهي قناة تربط الأذن الوسطى بمنطقة الحلق تساعد على معادلة الضغط بين الأذن الخارجية والأذن الوسطى، ويحدث الخلل فيها إمّا بسبب تشوّه فيها أو بسبب الإصابة بنزلة برد أو حساسية يمكن أن تؤدي إلى انتفاخ واحتقان بطانة الأنف والحلق وقناة استاكيوس، وإنّ هذا الخلل يمنع التصريف الطبيعي للسوائل من الأذن الوسطى، مما يتسبب في تراكم السوائل خلف طبلة الأذن وتعذّر تصريفها، الأمر الذي يسمح بنمو البكتيريا والفيروسات في الأذن وبالتالي حدوث التهاب الأذن الوسطى.[٢]

 

عوامل تزيد خطر التهابات الأذن الوسطى لدى الأطفال

تتضمن هذه العوامل ما يأتي:

  • الأطفال أقل من 5 سنوات: بسبب قصر قناة استاكيوس لديهم.
  • الأطفال الذين يذهبون إلى الحضانات: لأنهم يميلون إلى انتشار معدل الإصابة بنزلات البرد فيما بينهم.
  • الأطفال المصابون بالحساسية.
  • الأطفال الذين يتعرضون لدخان السجائر: الذي يتسبب في حدوث التهاب في قناة استاكيوس.
  • الأطفال الذين لم يرضعوا رضاعة طبيعية: وذلك لاحتواء حليب الثدي على أجسام مضادة تساعد في مكافحة العدوى.
  • الأطفال الذين يستخدمون الرضاعة أو الببرونة: خاصة إذا شربوا الحليب وهم مستلقون، إذ يمكن أن يدخل الحليب إلى قناة استاكيوس ويسبب التهابًا، مما يزيد من خطر الإصابة بعدوى الأذن.
  • الأطفال المصابون بالحنك المشقوق: (بالإنجليزية:Cleft palates) حيث غالبًا ما تكون قناة استاكيوس لديهم ملتهبة.[٣]

 

لماذا يكون الأطفال أكثر عرضة من البالغين للإصابة بالتهاب الأذن؟

هناك عدة أسباب تجعل الأطفال أكثر عرضة من البالغين للإصابة بالتهاب الأذن، وتتمثل بأنّ:

  • قناة أوستاكيوس عند الطفل أصغر حجمًا مقارنة بالبالغين: وهذا يجعل من الصعب تصريف السوائل من الأذن حتى في حالات غياب العدوى، كما أنّ الأذن قد لا تتمكن من تصريف السوائل في حال كانت قناة استاكيوس منتفخة أو مسدودة بالمخاط بسبب البرد أو أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.
  • جهاز المناعة عند الطفل لا يزال في طور النمو: فهو ليس بنفس فعالية الجهاز المناعي للبالغين، وهذا يجعل من الصعب على الأطفال مكافحة العدوى.[٤]

 

أعراض التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال

يمكن أن تحدث التهاب الأذن الوسطى بعد فترة وجيزة من إصابة طفلك بالسعال أو سيلان الأنف،[٥]وعادةً ما تختفي أعراض التهاب الأذن الوسطى من تلقاء نفسها في غضون ثلاثة أيام وقد تتضمن ما يأتي:

  • ألم الأذن؛ هو العلامة الرئيسية لالتهاب الأذن الوسطى، وقد يشتكي منها الطفل الأكبر سنًا، أمّا الطفل الأصغر سنًا قد يشد أذنيه فقط أو يشعر بالضيق ويبكي أكثر من المعتاد.
  • الحمى. ((لعلكِ تساءلتِ: متى يكون ارتفاع درجة الحرارة خطيراً عند الأطفال؟))
  • صعوبة في الأكل أو الشرب أو النوم، حيث يمكن أن يسبب المضغ والامتصاص والاستلقاء تغيرات مؤلمة في الضغط داخل الأذن الوسطى.[٦]
  • فقدان مؤقت للسمع.
  • القيء أو الإسهال.
  • انخفاض النشاط.[٧]
  • خروج السوائل من الأذن نتيجة تمزق طبلة الأذن، والذي قد يحدث إذا زاد الضغط الناتج عن تراكم السوائل بدرجة كافية، وحينها قد يشعر الطفل المصاب بتمزق طبلة الأذن بالدوار، أو الغثيان، أو رنين أو طنين في الأذن.[٦]


تشخيص التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال

يمكن للطبيب معرفة ما إذا كان طفلك يعاني من التهاب في الأذن من خلال النظر إلى طبلة أذنه باستخدام منظار الأذن، وغالبًا ما يلزم إزالة شمع الأذن حتى يتمكن الطبيب من رؤية طبلة الأذن جيدًا، وعلى الرغم من أن الفحص ليس مؤلمًا، إلا أن معظم الرضع والأطفال لا يحبون فحص آذانهم. ولتسهيل ذلك، ضعي طفلك في حجرك وعانقي ذراعيه وجسمه بينما ينهي الطبيب فحص الأذن.[٧]


علاج التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال

يعتمد العلاج على عمر طفلك ووجود تاريخ سابق للإصابة بالعدوى وشدة المرض وأي مشاكل طبية أخرى يعاني منها طفلك. قد يتضمن علاج التهاب الأذن ما يأتي:

  • مراقبة وملاحظة الطفل المصاب قبل البدء بإعطائه أي نوع من المضادات الحيوية: خاصةً إذا كان الطفل أكبر من 24 شهراً ويتمتع بصحة جيدة وأعراض خفيفة.[٧]
  • إعطاء الأدوية المسكنة للألم لتخفيف الألم والانزعاج: بما في ذلك الإيبوبروفين (بالإنجليزية:) والباراسيتامول (بالإنجليزية:)، لكن يجب استشارة الطبيب حول الجرعة المناسبة للطفل حسب وزنه وعمره.
  • تطبيق كمادات دافئة على أذن الطفل لتخفيف الألم: وكمادات باردة على جبهته للتخفيف من الحمى.
  • توفير السوائل التي يحتاجها الطفل: وذلك منعاً لحدوث الجفاف.
  • إعطاء المضادات الحيوية في بعض الحالات.[٨]



يجب أن تتحسن أعراض طفلك في غضون 24 إلى 48 ساعة سواء تم وصف المضادات الحيوية أم لا، وإذا لم يتحسن طفلك بعد مضي هذا الوقت أو ازداد سوءًا في أي وقت، اتصلي بالطبيب للحصول على المشورة.



 

 

نصائح للوقاية من الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال

يمكنك اتباع النصائح التالية للوقاية من إصابة طفلك بالتهاب الأذن الوسطى:

  • اغسلي يدي طفلك ويديك باستمرار لتقليل فرصة إصابة الطفل بالزكام، وامنعي طفلك من مشاركة أشيائه مع الأطفال الآخرين.
  • أبعدي طفلك عن التدخين السلبي، إذ يمكن أن يزيد التعرض للدخان من خطر الإصابة بالتهابات الأذن.
  • راجعي الطبيب لعلاج حالات التحسس عند طفلك، إذ قد يسبب المخاط والالتهاب الناتج عن التحسس في زيادة احتمالية حدوث التهاب الأذن الوسطى.
  • أرضعي طفلك.
  • تجنبي إرضاع طفلك بالزجاجة عندما يكون مستلقيًا.[٩]
  • انتقلي من إرضاع طفلك بالزجاجة إلى الكوب بعمر سنة واحدة.
  • تجنبي استخدام اللهاية بكثرة.[٣]
  • تأكدي من حصول طفلك على اللقاحات اللازمة على النحو الموصى به في موعدها، كلقاح المكورات الرئوية ولقاح الإنفلونزا.[٩]

 



في حالات العدوى المتكررة التي تعرّف بأنها الإصابة بثلاث حالات عدوى أو أكثر في غضون ستة أشهر ، أو أربع حالات عدوى أو أكثر في غضون 12 شهرًا، قد يلجأ الطبيب إلى إعطاء مضادات حيوية وقائية أو الجراحة في بعض الحالات.




دواعي مراجعة الطبيب

راجعي طبيب الأطفال على الفور إذا كان طفلك:

  • لديه أعراض التهاب الأذن الوسطى ويبلغ عمره أقل من ستة أشهر.
  • استمرار الأعراض لأكثر من يومين.
  • وجود ألم شديد في الأذن أو تورم واحمرار في المنطقة العظمية خلف الأذن.
  • تسرب السوائل من الأذن.[١٠]


مضاعفات التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال

لا يسبب التهاب الأذن الوسطى أي مضاعفات طويلة الأمد على الطفل في العادة،[٩]إلا أنه يمكن أن يؤدي التهاب الأذن الوسطى غير المعالج لدى الأطفال إلى واحدة أو أكثر من التالية:

  • عدوى في أجزاء أخرى من الرأس.
  • فقدان السمع الدائم.
  • مشاكل تطور الكلام واللغة.[٢]



العلاج المبكر يساعد على تفادي هذه المضاعفات.





المراجع

  1. Kimberly L. Bennett, RN, MSN, CPNP, "Otitis Media (Middle Ear Infection)", The Children's Hospital of Philadelphia, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  2. ^ أ ب "Otitis Media (Middle Ear Infection)", Stanford Medicine, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  3. ^ أ ب "Ear infections", Caring for kids, 2015-12-31, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  4. "Ear Infections in Children", National Institute on Deafness and Other Communication Disorders, 2017-05-11, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  5. Mr Anil Banerjee, Ear, Nose and Throat Consultant, "Ear infection in children", Bupa, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  6. ^ أ ب William J. Parkes, IV, MD (2017-04-01), "Middle Ear Infections (Otitis Media)", Kids health, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  7. ^ أ ب ت Stephen Pelton, MD ,Paula Tahtinen, MD, PhD (2020-04-26), "Patient education: Ear infections (otitis media) in children (Beyond the Basics)", Up To Date, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  8. Dr Michael Jones (2018-12-02), "Otitis media in children", My Dr, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Ear Infection (Otitis Media): Management and Treatment", Cleveland Clinic, 2020-04-15, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  10. "Middle ear infection (acute otitis media)", Queensland Children's Hospital, Retrieved 2020-12-01. Edited.