يخضع طفلك حديث الولادة لفحوصات دم بسيطة وسهلة، تكشف عن مشاكل صحية قد لا تظهر عليه أعراضها منذ الولادة، وتحميه من مضاعفاتها الخطيرة التي تعيق نموه وتطوره.[١]



تحليل الدم لحديثي الولادة

تحليل أو فحص الدم لحديثي الولادة أو تحليل كعب القدم للمولود أو المسح المبكر لحديثي الولادة (بالإنجليزية: Newborn screening tests) هي اختبارات يتم إجراؤها على عينة من دم الطفل، تُؤخذ من كعب القدم، ويكون الهدف منها معرفة ما إن كان يعاني من أي نوع من الاضطرابات أو المشاكل الصحية التي قد لا تظهر أعراضها مباشرة بعد الولادة، وقد تكون بعض هذه الاضطرابات وراثية أو ناتجة عن مشاكل في عملية الأيض أو متعلقة بوجود اضطرابات في الدم أو الهرمونات، وتحليل الدم لحديثي الولادة مشمول ضمن برامج الفحوصات الوطنية في معظم دول العالم، وتختلف الفحوصات اللازمة لحديث الولادة تبعاً للدولة، إذ تكون بعض الاضطرابات أكثر شيوعًا في بعض الدول من غيرها، وبذلك قد تختلف بعض الفحوصات المجراة في تحليل الدم لحديثي الولادة من دولة لأخرى.[٢]


أهمية تحليل الدم لحديثي الولادة

يكشف تحليل الدم لحديثي الولادة عن اضطرابات نادرة، ولكنّها تعيق نمو وتطور طفلك، ويمكن أن تصيب هذه الأمراض أي طفل، حتى إن لم تكن متوارثة في العائلة، لذا يعدّ الفحص طريقة مهمة للكشف عن هذه الأمراض وعلاجها في وقت مبكر، وعلى الرغم من أنّه قد لا يمكن الشفاء من بعض أنواع الاضطرابات الصحية المُكتشفة، إلا أنّ العلاج المبكر بالأدوية أو اتباع نظام غذائي خاص يمكن أن يساعد طفلك على البقاء بصحة جيدة ويقيه من أية مضاعفات خطيرة قد تحدث في المستقبل.[٣]


الفحوصات التي يشملها تحليل الدم لحديثي الولادة

عادة تتضمن الفحوصات والتحاليل التي يتم إجراؤها على الطفل بعد الولادة ما يلي:[٣]

  • الاضطرابات الأيضية: وهي المشاكل في عملية تحويل الطعام إلى طاقة، حيث تستخدم عملية الأيض بعض الإنزيمات لإتمام وتسريع وظيفتها، وتحدث معظم مشاكل عملية الأيض عندما تكون بعض الإنزيمات مفقودة أو لا تعمل كما ينبغي، ومن الأمثلة على الاضطرابات الأيضية التي يمكن اكتشافها في فحص حديثي الولادة ما يُعرف باسم بيلة الفينيل كيتون أو الفينيل كيتون يوريا (بالإنجليزية: Phenylketonuria -PKU)، وهو مرض وراثي لا يستطيع فيه الجسم استقلاب بروتين يسمى فينيل ألانين، مما يؤدي إلى تراكم هذا البروتين، وإذا تُركت هذه الحالة بدون علاج، فإنه يمكن أن يسبب إعاقة ذهنية للطفل.
  • مشاكل الهرمونات: تحدث مشاكل الهرمونات عندما تفرز إحدى الغدد الكثير أو القليل من الهرمونات، ومن أبرز مشاكل الهرمونات التي يتضمنها فحص حديثي الولادة مرض قصور الغدة الدرقية الخُلُقي (بالإنجليزية: Congenital hypothyroidism)، وهو حالة شائعة نوعاً ما لدى حديثي الولادة، والتي لا يستطيع فيها الجسم إنتاج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية، مما قد يؤدي إلى حدوث مشاكل في النمو والتطور العقلي والجسدي للطفل.
  • مشاكل الهيموجلوبين: الهيموجلوبين هو عبارة عن بروتين موجود في خلايا الدم الحمراء ينقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، ومن بعض مشاكل الهيموجلوبين التي يتضمنها فحص حديثي الولادة هي فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle cell disease)، حيث يتسبب هذا الاضطراب الوراثي ب​​شكل حاد من فقر الدم لدى الطفل، لكن يمكن أن يساعد التشخيص المبكر لمرض فقر الدم المنجلي في تقليل بعض المخاطر التي قد تصيب الطفل مثل العدوى الشديدة أو تجلط الدم.
  • مشاكل أخرى: من المشاكل الطبية النادرة والخطيرة الأخرى التي يتضمنها فحص حديثي الولادة ما يلي:
  • الجلاكتوزيميا: (بالإنجليزية: Galactosemia) مرض وراثي نادر، يسبب عدم قدرة جسم الطفل على استقلاب الجالاكتوز وهو أحد أنواع سكر الحليب، وهذا المرض يختلف عن حساسية الحليب الأكثر شيوعاً؛ فالطفل المصاب بحساسية الحليب لديه مشكلة في هضم وامتصاص الحليب، ولكن مريض الجلاكتوزيميا يستطيع هضم الحليب، إلا أنّ المشكلة تحدث بعد امتصاص الحليب حيث يتراكم سكر الجلاكتوز في الدم ولا يستطيع الجسم التعامل معه.[٤]
  • التليف الكيسي: (بالإنجليزية: Cystic fibrosis) حيث تسبب هذه الحالة مشاكل خطيرة في الرئة والجهاز الهضمي لدى الطفل.[٥][٦]


كيفية إجراء تحليل الدم لحديثي الولادة

يتم إجراء فحص حديثي الولادة بعد 48-72 ساعة من ولادة طفلك، حيث تقوم الممرضة بتدفئة كعب الطفل عادةً باستخدام اليد أو بطانية، ثم تقوم بوخز كعب الطفل وجمع بضع قطرات من الدم على ورق ترشيح خاص، بعدها يتم تجفيف ورق الترشيح، ثم إرساله إلى المختبر حيث يتم فحص دم الطفل.[٧]


ألم تحليل الدم لحديثي الولادة

يُعد هذا الاختبار آمناً ولن يسبب الأذى لطفلك، ولكن قد يتسبب وخز الكعب في إزعاجه بشكل بسيط، وقد يظهر احمرار أو كدمة على الكعب في مكان الوخز، لكن هذا عادةً ما يختفي في غضون أيام قليلة.[٨][٥]


كيفية تخفيف ألم الطفل بعد تحليل حديثي الولادة

يمكنك القيام بعدة طرق للتخفيف من ألم وانزعاج طفلك أثناء هذا الاختبار مثل أن تقومي بلف الطفل باستخدام بطانية مناسبة بعد التحليل (التقميط) أو إرضاعه أثناء جمع العينة.[٧]


تحليل نتائج فحص الدم لحديثي الولادة

تعني نتيجة اختبار الفحص السلبية أن احتمال إصابة طفلك بأحد الاضطرابات هي منخفضة للغاية، ولا تعني نتيجة الفحص الإيجابية بالضرورة أن طفلك يعاني من أحد الاضطرابات الصحية، لكنه ممكن، لذا يحتاج طفلك إلى إجراء مزيد من الاختبارات للتأكد من ذلك.[٩]


في بعض الحالات القليلة التي لا تكون فيها نتائج الفحص الأولي واضحة، فقد يحتاج الطفل إلى إعادة إجراء الفحص مرة أخرى، وعادةً ما تعطي معظم الفحوصات الثانية للأطفال نتائج طبيعية، ولكن إذا أظهرت أي من الاختبارات نتيجة إيجابية وكان يُعتقد أن طفلك يعاني من إحدى هذه الحالات، فسيتم إخبارك في أقرب وقت ممكن وتحديد موعد مع أخصائي حتى يبدأ العلاج المناسب،[١٠] وتأكدي بأن الاكتشاف المبكر يساعد طفلك في الحصول على علاج فعّال في أسرع وقت ممكن.[٩]

المراجع

  1. Deborah M. Consolini , "Newborn Screening Tests", msdmanuals., Retrieved 2020-12-01. Edited.
  2. "Newborn Screening Tests", chop, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  3. ^ أ ب "Your Newborn Baby's Blood Test: The Newborn Metabolic Screening Programme", healthed, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  4. with galactosemia usually have,still digest and metabolize galactose "A Teacher's Guide to Galactosemia", dshs.texas, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  5. ^ أ ب "Newborn Screening Tests", stanfordchildrens, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  6. Michael F. Cellucci, screening is a public,can cause serious health problems "Newborn Screening Tests", kidshealth, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  7. ^ أ ب "Newborn screening", raisingchildren, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  8. "Newborn bloodspot screening", betterhealth, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  9. ^ أ ب "Newborn Screening Test", healthlinkbc, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  10. "Neonatal screening test", pregnancybirthbaby, Retrieved 2020-12-01. Edited.