البلوغ المبكِّر هو ظهور علامات البلوغ والنضوج الجنسي على الطفل الذي يبلغ عمرًا أقلّ من 8 سنوات عند البنات، وأقلّ من عمر 9 سنوات عند الذكور، وينمو معظم الأطفال المُصابين بالبلوغ المبكِّر بسرعةٍ في البداية، إلا أنّهم يتوقفون عن النمو وزيادة الطول قبل وصولهم للطول الكامل لهم، إذ تنضج العظام ويتوقف نموها في وقت أبكر لدى الأطفال المُصابين بالبلوغ المبكِّر، إلا أنّ العلاج يساعد على منع ذلك، وفي هذا المقال بيان لطرق علاج البلوغ المبكِّر، ونصائح للتعامل مع الضغوطات النفسية التي يعاني منها الأطفال المُصابون.[١][٢]
علاج البلوغ المبكِّر
يعتمد علاج البلوغ المبكِّر على المُسبِب له في حال كان معروفًا، ويهدف أساسًا لتمكين الطفل المُصاب من الوصول إلى الطول الكامل له، ويمكِّن بيان طرق العلاج على النحو الآتي:[٣]
مراقبة الطفل عن قرب دون علاج
في هذه الطريقة يراقب الطبيب الطفل المُصاب لعدة أشهر لمعرفة معدل نموّه وتطوره، وفي هذه الحالات قد لا يحتاج الطفل إلى أي علاج اعتمادًا على سرعة نموّه وعمره، وغالبًا ما يلجأ الطبيب لهذه الطريقة في العلاج في الحالات التي يكون بها سبب إصابة الطفل بالبلوغ المبكِّر مجهولًا،[٣]وفي حال بدء ظهور علامات البلوغ حوالي سنة فقط أصغر من العمر الطبيعي لظهورها.[٤]
أدوية ناهضات الهرمون المُطلِق لموجهة الغدد التناسلية
يعد العلاج بأدوية ناهضات الهرمون المُطلِق لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: GnRH analogs) العلاج الرئيسي للعديد من حالات الإصابة بالبلوغ المبكِّر،[٥]إذ تعمل هذه الأدوية على إيقاف عمل الغدة النخامية المتمثِّل بإفراز هرمونات موجهات الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Gonadotropin hormones) المُسبِّبة لحدوث البلوغ، مما يساعد على إيقاف عملية التطوّر الجنسي وتأخير البلوغ طالما الطفل يأخذ هذه الأدوية.[١][٥]
يستمر الطفل بأخذ هذه الأدوية عادةً حتى يصل للعمر الطبيعي الذي يحدث عنده البلوغ، أي حوالي عمر 11 سنة عند البنات، وعمر 12 سنة عند الذكور، ويجب الإشارة إلى ضرورة مراقبة استجابة الطفل للدواء من قبل الطبيب بانتظام، وتعديل الجرعات بناءً على ذلك،[٦][٤] وفي الحقيقة قد تكون علامات البلوغ لدى الطفل المُصاب أكثر وضوحًا خلال الشهر الأول من العلاج، إلا أنّها تبدأ بالاختفاء بعد ذلك، فمثلًا في الإناث المصابات اللواتي بدأ حجم الثدي بالازدياد لديهن، يبدأ حجم الثدي بالتقلص بعد 6-12 شهر من العلاج، وقد يتوقف نهائيًا بعد ذلك، وبعد التوقُّف عن تناول الدواء بحوالي 16 شهر تبدأ عملية البلوغ لديهم من جديد، ويتوفر العلاج بأدوية ناهضات الهرمون المُطلِق لموجهة الغدد التناسلية بعدة أشكال، والتي يمكن بيانها على النحو الآتي:[٥][٦]
- حقنة بالعضل: تُعطَى هذه عادةً مرة واحدة شهريًا.
- حقنة تحت الجلد: تُعطى هذه عادةً بشكل يومي.
- الزرعات: والتي يُشار إليها باسم زرعة هيستريلين (بالإنجليزية: Histrelin Implant) وهي عبارة عن أنبوب صغير يصل طوله حوالي 2.5 سنتيمتر، ويُوضَع تحت الجلد، في المنطقة العليا من الذراع بالغالب، لتبدأ بإطلاق الدواء تدرجيًا، وتبقى في الذراع لمدة سنة قبل إزالتها أو استبدالها بواحدة أخرى.
- البخاخ الأنفي: تُعطى هذه عادةً بشكل يومي.[٧]
تمتاز هذه العلاجات بأنّها آمنة نسبيًا، إذ لا يُعرَف إلى الآن أي من الآثار الجانبية طويلة الأمد المرتبطة بها، إلا أنّها قد تُسبِّب بعض الآثار الجانبية الطفيفة، مثل:[٥]
- الصداع.
- ظهور تقرحات في موقع الحقن.
- الهبات الساخنة، وغيرها من الأعراض التي تترافق مع انقطاع الدورة الشهرية عند الإناث.
حقن البروجستين
كانت حقن البروجستين (بالإنجليزية: Progestin Injection) تُستخدَم قديمًا كعلاج أساسي لحالات البلوغ المبكِّر، إلا أنّها أقل فعالية من العلاج بأدوية ناهضات الهرمون المُطلِق لموجهة الغدد التناسلية.[٥]
علاج الاضطراب المُسبِّب للبلوغ المبكِّر
في حال كانت الإصابة بالبلوغ المبكِّر ناتج عن الإصابة باضطراب صحي آخر، كأن ينتج مثلًا عن الأورام المُسبِّبة لإفراز هرمونات تؤثر في البلوغ، فيكون علاج البلوغ المبكِّر بعلاج الاضطراب المُسبِّب له، كإزالة الورم جراحيًا.[٦]
نصائح للتعامل مع الطفل الذي يعاني من البلوغ المبكر
يعدّ شرحك لطفلك لما يحدث في جسمه بطريقة مبسطة وصادقة الطريقة الأمثل لدعمه والعناية به، فهذا يشجعه على اللجوء إليك في الأوقات التي يعاني منها من أية ضغوطات نفسية أو جسدية تتعلق بالبلوغ المبكِّر، ومن ذلك:[٨]
- تفسير أن ما يحدث له هو أمر طبيعي يحدث لجميع الأطفال الأكبر عمرًا.
- وصف التغيُّرات التي حدثت أو قد تحدث له لاحقًا خلال مرحلة البلوغ.
- شرح أي خطة علاجية لطفلك إن كان سيتعرض لأي منها.
- تجنُّب التعليق عن تغيُّر شكل طفلك.
من النصائح الأخرى التي يُنصَح بها آباء الأطفال المُصابين ما يأتي:[٨][٩]
- شجعي طفلك على المشاركة في الأنشطة الرياضية المختلفة: لما للرياضة من أثر في الزيادة من الثقة بالنفس.
- امدحي طفلك: على أي تقدُّم يحدثه بالمدرسة أو بالأنشطة الرياضية، وادعمي اهتماماته وهواياته.
- جهزي طفلتك للاستعداد لبدء حدوث الدورة الشهرية: واعلميها أن ذلك قد يحدث لها في أي مكان كالمدرسة، مع تعليمها أساسيات المحافظة على نظافة جسمها.[١٠]
- جهزي طفلك للتعامل مع أسئلة الأشخاص الذين يضايقونه بثقة: ويمكن ذلك بتفسير أنّ سؤال الأصدقاء له قد يكون من باب الفضول لا المضايقة له، مع تحضير جواب بسيط لطفلك يستطيع أن يقدمه لأصدقائه، مثلًا: "أنّ ذلك يحدث للجميع عندما يكبرون، إلا أنّه قد بدأ لديه في وقت مبكّر".[١٠]
- تذكري دائمًا أن طفلك غير ناضج كما يبدو عليه جسمه: فتوقعي منه أن يتصرف كالأطفال الآخرين في نفس عمره.[١٠]
- كوني يقظة لأي علامات تشير إلى تأثر طفلك النفسي بما يحدث، ومن ذلك:[٢][٨]
- ضعف التحصيل الدراسي.
- قّلة اهتمامه بالأنشطة اليومية التي كان يقوم بها.
- تعرّضه لمشاكل في المدرسة.
- ظهور علامات الاكتئاب أو العزلة عليه.
المراجع
- ^ أ ب "Precocious Puberty", stanfordchildrens, Retrieved 28/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Precocious Puberty", kidshealth, Retrieved 28/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Precocious puberty", drugs, Retrieved 28/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Precocious Puberty", msdmanuals, Retrieved 28/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "How Doctors Diagnose and Treat Precocious Puberty", webmd, Retrieved 28/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت central precocious puberty&text=This treatment, called GnRH analogue,be given at longer intervals "Precocious puberty", mayoclinic, Retrieved 28/12/2020. Edited.
- ↑ "How Doctors Diagnose and Treat Precocious Puberty", www.webmd.com, Retrieved 28/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Understanding Early Puberty", verywellfamily, Retrieved 28/12/2020. Edited.
- ↑ "Precocious Puberty", kidshealth, Retrieved 28/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت "early puberty in baby girls", bcchildrens, Retrieved 28/12/2020. Edited.