ضمور الدماغ عند الأطفال
يُعرف ضمور أي نسيج في الجسم بأنه فقدان خلايا المنطقة المصابة، أما ضمور الدّماغ (بالإنجليزية: Cerebral Atrophy)، يوصف بأنه فقدان الخلايا العصبية (بالإنجليزية: Neurons)، بالإضافة إلى فقدان التواصل بينها، وينقسم ضمور الدّماغ لنوعين الأول ضمور الدماغ المُعمّم (بالإنجليزية: Generalized Cerebral Atrophy)، أي أن جميع خلايا الدمّاغ تبدأ بالضمور والتقلص، أما الثاني فهو ضمور الدماغ البؤري (بالإنجليزية: Localized Cerebral Atrophy)، والذي يؤثر فقط في منطقة محددة من الدّماغ، مما يُسبب انخفاضاً في الوظائف التي تتحكم بها تلك المنطقة من الدماغ التي أصابها الضمور،[١][٢] كما يُعد الضمور الدماغي سمة مشتركة للعديد من الأمراض التي تُصيب الدماغ.[٢]
أسباب ضمور الدماغ عند الأطفال
قد يحدث ضمور الدّماغ لدى الأطفال نتيجة للعديد من الأسباب، منها تعرض الدّماغ لإصابات معينة، أو إصابة الدماغ بمرضٍ معين، أو إصابته بنوع معين من العدوى،[٣] وفيما يأتي توضيحًا لذلك:
إصابات الدماغ
يحدث موت وضمور خلايا الدماغ نتيجة لحدوث إصابة معينة في الدماغ،[٣] ويُذكر منها ما يأتي:[١]
- السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke).
- التعرض لضربة معينة على الرأس والدماغ.
أمراض الدماغ
قد تُسبب العديد من الأمراض الإصابة بالضمور الدماغي، ويُذكر منها ما يأتي:
- الخرف الجبهي الصّدغي (بالإنجليزية: Frontotemporal Dementia).[٢]
- الشّلل الدماغي (بالإنجليزية: Cerebral Palsy)، وهو مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر في الحركة، والتوازن، والوضعية.[٢]
- داء هنتنغتون (بالإنجليزية: Huntington’s Disease)، وهو مرض وراثي ينتج بسبب وجود طفرة في الجينات،[٢] ويُسبب تحلل وتحطّم الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ.[٣]
- حثل المادة البيضاء (بالإنجليزية: Leukodystrophy)، وهو مرض يُسبب تلفًا في المادة التي تُحيط وتحمي الخلايا العصبية.[٢]
- التصلّب المتعدد (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis)، وهو مرض يُصيب الدماغ والحبل الشوكي، كما يُسبب ضعفًا عامًا في الجسم، بالإضافة لصعوبات في تناسق وتوازن حركات الجسم، والعديد من المشاكل الأخرى.[٢]
- مرض بيك (بالإنجليزية: Pick’s Disease)، وهو نوع من أنواع الخرف، يُصيب مناطق معينة فقط من الدماغ.[٣]
- مرض ألزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer’s Disease).[٤]
- الاعتلال الدماغي العضلي في الميتوكندريا (بالإنجليزية: Mitochondrial Encephalomyopathies)، وهي مجموعة من الأمراض التي تؤثر في الجهاز العصبي.[٤]
العدوى
تُعد الأمراض الناتجة عن وجود عدوى في الجسم، أحد الأسباب المؤدية لضمور الدماغ لدى الأطفال، وينتج ضمور الدماغ بفعل تدمّر الخلايا العصبية بالإضافة لتدمر محاورها العصبية، وقد يحدث هذا إما بسبب العدوى نفسها، أو بسبب رد فعل الجسم الالتهابي نتيجة لوجود العدوى في الجسم، ومن هذه الأمراض ما يأتي:[٣]
- التهاب الدماغ (بالإنجليزية: Encephalitis).
- الزُّهري العصبي، أو ما يُسمى بسِفلِس الجهاز العصبي (بالإنجليزية: Neurosyphilis).
- فيروس نقص المناعة المكتسبة، أو ما يُسمى بالإيدز (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus or AIDS).
أعراض وعلامات ضمور الدماغ عند الأطفال
تختلف أعراض وعلامات ضمور الدماغ لدى الأطفال اعتمادًا على المنطقة المتضررة، والتي حدث فيها ضمور وتقلص الخلايا في الدماغ؛ ففي الحالات التي يكون فيها ضمور الدماغ مُعممًا، والذي يؤثر فيه الضمور على الدماغ ككل، تظهر مجموعة من الأعراض على المُصاب كضعف الذاكرة، والنوبات، وضعف التحكم الحركي أو عدم وجوده، وصعوبة في الكلام، وعدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية كالقراءة، أما إذا كان ضمور الدماغ بؤريًا فتظهر على المُصاب مجموعة من الأعراض تعتمد على المنطقة التي أصابها الضمور في الدماغ، وتبقى وظائف الدماغ الأخرى سليمة، فمثلًا إذا حدث الضمور البؤري في الفص الجبهي للدماغ، فسيواجه المُصاب مشاكل في التخطيط، والعاطفة، وضعف التفكير، وصعوبة في بدء الحركات الإرادية.[٥]
ومن الجدير بالذكر أنه قد تظهر على الأطفال الرضع، أو في مرحلة الطفولة المُبكرة مجموعة من الأعراض التي تُشير لإصابة الطفل بالضمور الدماغي، ويُذكر من هذه الأعراض ما يأتي:[٦]
- النوبات.
- صعوبة في المشي.
- التأخر في الكلام.
- صعوبات في التعلم.
تشخيص ضمور الدماغ عند الأطفال
عند البدء بتشخيص ضمور الدماغ لدى الأطفال، يبدأ الطبيب بأخذ التاريخ الطبي الكامل عن المصاب، كما يسأل حول الأعراض التي يُعاني منها، بالإضافة لذلك يطرح أسئلة حول وقت بدء هذه الأعراض بالظهور، أو حدوث أمر ما في حياة الشخص المصاب أدى لظهور هذه الأعراض، كما يُجري الطبيب مجموعة من الاختبارات المتعلقة باللغة، أو الذاكرة، أو اختبارات أخرى متعلقة بوظائف أخرى للدماغ، وفي حال اشتبه الطبيب بإصابة الشخص بضمور الدماغ، فإنه قد يطلب مجموعة من الاختبارات التصويرية لتحديد مكان التلف في الدماغ، وتقييم شدة الضرر،[٤] ومن هذه الاختبارات التصويرية:
- التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging)، واختصارًا يُدعى "MRI".[٤]
- التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computed Tomography Scan)، واختصارًا يُدعى "CT Scan".[٤]
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron Emission Tomography)، واختصارًا يُدعى "PET".[٦]
- الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد (بالإنجليزية: Single-photon Emission Computerized Tomography Scans)، واختصارًا يُدعى "SPECT".[٦]
علاج ضمور الدماغ عند الأطفال
في الواقع لا يوجد علاج محدد لمرض ضمور الدماغ لدى الأطفال، إلا أن تحديد العدوى والسبب الكامن وراء حدوث ضمور الدماغ يساعد في المضي نحو المسار الصحيح للعلاج، والتحكم في بعض أعراض ضمور الدماغ، ومع ذلك لا يُمكن الحصول على الشفاء التام بعد فقدان خلايا الدماغ أو تلفها، ويمكن فقط أن يساعد ذلك في السيطرة على المرض، وإبطاء التلف في المستقبل، ومن أهم الأمور التي تُساعد في العلاج هو اتّباع نظام حياة صحي، وتحسين نوعية حياة المصاب من خلال اتّباع العلاج الطبيعي أو المعرفي أو السلوكي، فالعلاج الطبيعي يبطئ فقدان السيطرة على العضلات، كما يُساعد علاج النطق على تقليل فقدان القدرة على الكلام.[١][٧]
نصائح لتجنّب تطور ضمور الدماغ عند الأطفال
يُمكن تجنّب تطور ضمور الدماغ لدى الأطفال من خلال اتّباع مجموعة من الأمور، ويُذكر منها ما يأتي:[٦]
- الحفاظ على نمط حياة صحي يتضمن ممارسة التمارين الرياضية البدنية، واتّباع نظام غذائي منخفض الكوليسترول، والحفاظ على نسبة السكر في الدّم ضمن المستوى الطبيعي، بالإضافة لذلك الحفاظ على الوزن الصحي؛ إذ تُقلل جميع هذه الأمور من سرعة ضمور الدّماغ عن طريق تقليل آثار الالتهاب على الدماغ.
- تجنّب تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتحولة (بالإنجليزية: Trans Fats) لما لها من تأثير ضار على الجسم، والتي بدورها تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مما يزيد من خطر الإصابة بضمور الدماغ.
- تجنّب التعرض للإجهاد العاطفي والتوتر النفسي، لأن جميع هذه الأمور تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدّم وأمراض القلب والسكتة الدماغية، مما يزيد من خطر الإصابة بالخرف وضمور الدماغ.
المراجع
- ^ أ ب ت "Cerebral Atrophy Information Page", ninds.nih, 27/3/2019, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Cerebral Atrophy", childneurologyfoundation, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Cerebral Atrophy", healthgrades, 19/1/2021, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Aaron Kandola (8/1/2020), "What to know about brain atrophy", medicalnewstoday, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ↑ Tamara Burns (7/6/2016), "Cerebral Atrophy in Children", topclassactions, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Esther Heerema (9/2/2020), "An Overview of Cerebral Atrophy", verywellhealth, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ↑ "Cerebral atrophy is a common feature of many of the diseases that affect the brain", yashodahospitals, 30/4/2016, Retrieved 5/5/2021. Edited.