دليلك الشامل للنزلة المعوية عند الأطفال

إذا أصيب طفلك بالإسهال أو التقيؤ المفاجئ، واشتكى من معاناته بألمٍ مزعج في المعدة، فلابد من الشك بإصابته بالنزلة المعوية، فما هي النزلة المعوية عند الأطفال؟^[١]

النزلة المعوية عند الأطفال

النزلة المعوية أو التهاب المعدة والأمعاء أو ما قد يسميه البعض بانفلونزا المعدة (Gastroenteritis) هي التهاب شائع الحدوث عند الأطفال تُصيب كل من المعدة والأمعاء مُسبّبةً التقيؤ أو الإسهال أو كلاهما، وعادةً ما ينتج عن الإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية،^[٢][٣]ومن الجيد ذكره أنّ الرضع والأطفال هم أكثر عرضةً للمُعاناة من أعراض النزلة المعوية الشديدة مُقارنةً بالكبار الأصحّاء،^[٢][٣]ومن هنا لابد من التنويه إلى ضرورة مراجعة الطبيب فور ظهور الأعراض تجنّبًا لأيّ مضاعفات قد تحدث؛ إذ إنّ استمرار التقيؤ والغثيان قد يُعرّض الطفل لخطر الجفاف وفقدان الجسم المعادن الضرورية التي يحتاجها.^[٤]

أسباب النزلة المعوية عند الأطفال

تُعد الفيروسات والبكتيريا والطفيليات هي المُسبّبات الرئيسية للنزلة المعوية عند الأطفال، وُهناك أسباب نادرة أخرى قد تكون وراء حدوث هذا المرض، وفيما يأتي بيان لأسباب النزلة المعوية:

• الفيروسات: وتُعد السبب الأكثر شيوعًا للنزلة المعوية لدى الأطفال في العديد من دول العالم، ومن أبرز الفيروسات التي قد تُسبب النزلة المعوية ما يُعرف بالفيروس العجلي (بالإنجليزية: Rotavirus)، إذ تنتقل الفيروسات في هذه الحالة بطرقٍ عدّة؛ أبرزها تعرّض الطفل لبُراز شخص مُصاب بالفيروس، كأن يلمس الطفل ألعاب أو طعام ملوّث بهذا البراز، ويمكن أن تنتقل هذه الفيروسات من خلال عُطاس الشخص المصاب أو غيرها من الطرق.
• البكتيريا: وتُعد من الأسباب الشائعة أيضًا للنزلة المعوية لدى الأطفال، وتُعد بكتيريا السالمونيلا (بالإنجليزية: Salmonella) من الأمثلة على البكتيريا المُسببة للنزلة المعوية، وقد تنتقل العدوى إلى الطفل بطرقٍ عدّة؛ منها: 
• تناول الأطعمة الملوثة أو غير المطبوخة بدرجةٍ كافية.
• شرب الحليب أو العصير غير المبستر.
• التعرض للحيوانات التي تحمل البكتيريا المُسببة.
• شرب المياه الملوثة.
• الطفيليات: ومن الأمثلة على ذلك الجيارديا (بالإنجليزية: Giardia)، وتنتقل العدوى عن طريق شرب الطفل للمياه الملوثة أو التعرّض لبُراز طفل مُصاب بهذه الطفيليات، خاصةََ في الحضانات.
• أسباب أخرى أقل شيوعًا: مثل التعرض للمواد الكيميائية السامة، واستخدام بعض الأدوية بحيث تحدث النزلة المعوية كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها.^[٥]

أعراض النزلة المعوية عند الأطفال

نذكر من أعراض النزلة المعوية عند الأطفال ما يأتي:

• التقيؤ والذي يحدث خلال يوم أو يومين من بدء الحالة.
• الإسهال، والذي قد يستمر لنحو 10 أيام.
• فقدان الشهية.
• شعور الطفل بأنّه بحالةٍ سيئة.
• ألم المعدة.
• الحمّى.^[٦]((لعلكِ تساءلتِ: متى يكون ارتفاع درجة الحرارة خطيراً عند الأطفال؟))

تشخيص النزلة المعوية عند الأطفال

يتم تشخيص النزلة المعوية عند الأطفال بناءً على الأعراض، والفحص الجسدي، ونتائج الفحوصات المخبرية، وبشكلٍ عامّ يتضمن التشخيص عدّة إجراءات، نذكر منها ما يأتي:

• الاستفسار عن الأعراض التي يُعاني منها الطفل؛ ووقت بدئها ومدّة استمرارها.
• توجيه الطبيب بعض الأسئلة للأهل والطفل؛ كالسؤال عمّا إذا كانوا قد سافروا مؤخرًا لأيّ مكان، أو إذا كان أحد المُحيطين بالطفل قد عانى من أعراضٍ مُشابهة في الآونة الأخيرة.
• الفحوصات المخبرية، ففي بعض الأحيان قد يطلب الطبيب فحص عينة بُراز من الطفل مخبريًا للكشف عن المُسبب.^[٧]

علاج النزلة المعوية عند الأطفال

غالبًا ما يتمّ علاج النزلة المعوية بطرق منزلية بسيطة عن طريق حصول طفلك على قسط كافٍ من الراحة وإعطائه الكثير من السوائل تجنّبًا لحدوث الجفاف، أمّا إذا كان طفلك مُصابًا بنزلة معوية شديدة ومعرضًا لخطر الجفاف الشديد فقد يستلزم الأمر مراقبته عن كثب أو إدخاله إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب، وبشكلٍ عامّ يتضمن العلاج عدّة خيارات، نذكر منها ما يأتي:

• الحصول على السوائل بكمياتٍ كافية: مثل توفير حليب الأم أو الحليب الصناعي للرّضع، أو إعطاء الطفل المحاليل المخصصة لتعويض السوائل والتي تُعطى عن طريق الفم، أو إعطائه العصائر الطبيعية كعصير البرتقال، ومن الجيد استشارة الطبيب بشأن بشأن نوع السوائل والكميات التي يجب إعطاؤها لطفلك، فقد تتطلّب بعض الحالات إدخال الطفل للمستشفى وإعطائه السوائل بالطرق الأخرى؛ كالسوائل الوريدية.
• تقديم الأطعمة المناسبة للطفل: يُنصح بتقديم الأنواع سهلة الهضم لطفلك عند ملاحظة رغبتهم بتناول الطعام مثل الأز أو الموز مثلاً، ويُنصح بالبدء بكمياتٍ قليلة ومن ثمّ زيادتها تدريجيًا، ومن الجيد ذكره أن بعض الأطفال قد يواجهون صعوبة في هضم منتجات الألبان لأيام أو أسابيع بعد النزلة المعوية، وفي هذه الحالة يُنصح بعدم تقديمها للطفل واستئناف ذلك بعد بضع أسابيع.
• الأدوية المُضادة للتقيؤ: قد يصِف الأطباء مضادات التقيؤ في الحالات الشديدة بهدف الحدّ من حدوث الجفاف.
• المضادات الحيوية: قد يصِف الطبيب المُضادات الحيوية أو مضادات الطفيليات في بعض الحالات إذا كان سبب النزلة المعوية عدوى بكتيرية أو طفيلية.^[٨]

مراجعة الطبيب

في العديد من الحالات تتحسّن حالة الطفل مع اتخاذ التدابير المنزلية دون الحاجة لمراجعة الطبيب، ولكن تستلزم بعض الحالات التوجّه للطوارئ أو طلب المساعدة الطبية فورًا، ومن الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب ما يأتي:^[٩]

• معاناة الطفل من أعراض الجفاف، كالدوخة المستمرة، أو قلة كميات البول أو عدم التبول مطلقًا، أو فقدان الوعي.
• ظهور البُراز المصحوب بالدم.
• التقيؤ المستمر دون القدرة على الاحتفاظ بأي سوائل داخل المعدة.
• ارتفاع درجة حرارة الطفل لتتجاوز 38 درجة مئوية.
• عدم تحسّن الأعراض بالرغم من مُضي عدّة أيام عليها.
• إصابة الطفل بأمراض الكلى، أو داء الأمعاء الالتهابيّ، أو ضعف جهاز المناعة.

الوقاية من النزلة المعوية عند الأطفال

هُناك مجموعة من الإجراءات التي يُمكنك اتباعها في سبيل وقاية طفلك من النزلة المعوية عند الأطفال، منها:

• احرصي على الالتزام بإجراءات النظافة العامة أثناء إعداد الطعام لأطفالك من ناحية التخزين وطريقة طهي الطعام وغسل اليدين قبل إعداد الطعام.
• اغسلي يديك جيداً بعد الخروج من الحمام أو بعد تغيير الحفاضات للأطفال الرضع، وأيضاً عليكِ بغسل يديك بعد التعامل مع الأتربة في الحديقة أو بعد التعرّض للحيوانات الأليفة، وشجعي طفلك أيضاََ على هذه الممارسات.
• توخي الحذر عند السفر إلى أماكن ذات مستوى نظافة سيء.
• إرضاع طفلك بالحليب الطبيعي، إذ أن ذلك يقلل من خطر إصابة طفلك بالنزلة المعوية مقارنةً بالحليب الاصطناعي.
• اصطحاب الطفل لأخذ المطاعيم وفقًا لجدول المطاعيم الذي تُوصي به الدولة.^[٧]

كما يوجد بعض الطرق للحدّ من انتشار عدوى النزلة المعوية للآخرين في حال الإصابة بها، وفيما يأتي بيان لأبرزها:

• شجّع طفلك على غسل اليدين باستمرار، وبخاصّة بعد الذهاب إلى دورة الحمام، وقبل تناول الطعام.
• نظّف دورة المياه بشكلٍ دوري.
• اغسل ملابس طفلك المتسخة بالماء الساخن، مع الحرص على غسلها بشكلٍ منفصل عن باقي غسيل الأسرة.
• توعية الطفل على أهمية عدم مشاركة الأطعمة أو المشروبات مع أيّ شخص آخر.
• ابقِ طفلك بعيدًا عن الآخرين والمدارس ورياض الأطفال حتى يتوقف القيء والإسهال.^[١٠]
• تجنّب مشاركة المناشف أو أدوات المائدة أو الأواني مع طفلك إذا كان مريضًا أو كنت أنت مريضًا.^[١١]