قد تلاحظ في بعض الأحيان أن طفلك يتنفس بمعدل سريع نسبيًّا، مما قد يثير لك العديد من التساؤلات حول هذا الأمر، وما إذا كان متعلقاً بمشكلة صحية ما، والحقيقة أن الأطفال بشكل عام يتنفسون بمعدل أسرع من الأشخاص البالغين، كما من الممكن أن تزداد سرعة تنفسهم ضمن فترات محددة وتعود إلى طبيعتها لاحقًا،[١] فما سبب ذلك؟ وهل يستدعي هذا القلق أو الشك بوجود مشكلة صحية؟


لماذا يتنفس الرضيع بسرعة؟

يكون التنفس سريع بشكل طبيعي عند الأطفال الرضع مقارنةً بالأشخاص البالغين، وعادةً ما يدل على حاجة الجسم للمزيد من الأكسجين،[١] ومن المرجح أن يحدث ذلك نتيجةً لعدة أسباب محتملة، سيأتي بيان أبرزها بالتفصيل:


تسرّع النفس العابر للأطفال الرضع

يتعرض بعض الأطفال خلال الساعات الأولى بعد ولادتهم إلى حالة تسمى التسارع العابر للتنفس عند الأطفال الرضع (بالإنجليزية: Transient tachypnea of the newborn) واختصارًا (TTN)، وهي حالة صحية مؤقتة ناجمة عن وجود بعض السوائل في الرئة، مما يجعل من الصعب الحصول على الكمية المطلوبة من الأكسجين بمعدل التنفس الطبيعي، فيتسارع التنفس لمحاولة الحصول على كمية الأكسجين المناسبة، وبالرغم من زوال هذه الحالة في غضون 24 ساعة من الولادة في أغلب الحالات، إلا أن من الممكن أن يخضع بعض الأطفال إلى المراقبة الحثيثة في المستشفى، كما من المحتمل أن يتلقى بعضهم أكسجينًا صناعيًّا لبضعة أيام، وفي الحقيقة لا تستدعي هذه الحالة الصحية القلق، فأغلب الأطفال المصابين بالتسارع العابر للتنفس يتعافون في غضون فترة قصيرة.[٢]


البكاء أو الانزعاج

قد يتنفس بعض الأطفال بسرعة أكبر من المعتاد عندما يشعرون بالانزعاج أو الغضب، مثل شعورهم بالألم بعد تعرضهم للتطعيم، أو عند بكائهم من الجوع وعدم حصولهم على الحليب مباشرةً، لذلك يجدر بالأهل محاولة تهدئة الطفل مباشرةً عند ملاحظة انزعاجه أو شعوره بالألم.[١]


الشعور بالحر

قد يتسبب الشعور بالحر بانزعاج الطفل واضطرابه، كما من الممكن أن يتسبب بالإصابة بالحمى، ويمكن الاستدلال على شعور الطفل بالحر من خلال احمرار خديه، وتعرّقه إلى جانب تنفسه بسرعة،[٣] وفي هذه الحالة، يجب إبعاد الطفل عن أشعة الشمس المباشرة، ووضع ملابس خفيفة عليه، بالإضافة إلى ضرورة إرضاعه لحمايته من الجفاف.[١]


متلازمة ضيق التنفس للرضع

تحدث متلازمة ضيق التنفس للرضع (بالإنجليزية: Newborn respiratory distress syndrome) المعروفة اختصارًا بمصطلح (NRDS) في الحالات التي لا يكتمل فيها نمو رئتيّ الطفل، مما قد يعيق قدرة الرئتين على توفير الكميات الكافية من الأكسجين له، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب ولادة الطفل قبل أوانه، وتعتبر متلازمة ضيق التنفس حالةً طارئةً تستدعي التدخل الطبي الطارئ لتجنب تفاقم الأعراض إلى حد الخطر، حيث تبدأ أعراض ضيق التنفس في الأيام الأولى بعد ولادة الطفل، وتزداد سوءًا بعد مرور عدة أيام، وقد يعاني أيضاً من ازرقاق غير طبيعي في لون الجلد أو الشفتين.[٤][١]


معدل التنفس الطبيعي عند الرضع

تكون معدلات التنفس لدى الأطفال الرضع أكبر بشكلٍ عام منها عند الأشخاص البالغين كما ذكرنا، وتتباطأ تدريجيًا مع تقدم الطفل في العمر، إذ إنه يبلغ معدل تنفس الرضيع الذي يتراوح عمره ما بين شهرٍ واحد إلى 12 شهرًا ما بين 30 إلى 60 نفسًا في الدقيقة.[٥]


كيفية قياس معدل التنفس لدى الطفل الرضيع

من الأفضل قياس معدل التنفس لدى الطفل الرضيع وهو نائم، وذلك عبر ملاحظة عدد مرات ارتفاع صدره أو بطنه خلال 30 ثانية، ومن ثم ضرب القيمة الناتجة بالرقم 2، فعلى سبيل المثال، إذا كان عدد مرات ارتفاع بطن الطفل خلال 30 ثانية هو 25، فنضرب الرقم 25 بالرقم 2 (25*2) ليكون معدل التنفس عند الطفل هو 50 نفَس في الدقيقة.[٦]


ما هي الحالات التي تستدعي القلق بشأن تنفس طفلك؟

قد تشير بعض الملاحظات غير المعتادة في طبيعة تنفس الطفل إلى وجود مشكلة صحية جادة تستدعي التدخل الطبي، وفي ما يأتي أهم الملاحظات التي يجدر بك الاهتمام بها واستشارة الطبيب بشأنها:[٧]

  • زيادة معدل تنفس الطفل إلى أكثر من 60 نفسًا في الدقيقة بشكلٍ مستمر، وبذل الطفل مجهودًا واضحًا للتنفس.
  • ملاحظة صوت شخير في نهاية النَّفس، مما يدل على محاولة فتح القنوات الهوائية المسدودة.
  • توسّع فتحات أنف الطفل أثناء التنفس.
  • تحرك عضلات صدر الطفل وعضلات رقبته إلى الداخل والخارج بشكل كبير وملحوظ أكثر من المعتاد.
  • تغير لون شفتي ولسان الطفل، وفي بعض الأحيان يداه وقدماه إلى اللون الأزرق.
  • انخفاض ملحوظ في قدرة الطفل ورغبته في تناول الطعام.
  • خمول الطفل وانخفاض طاقته بشكلٍ كبير.
  • ارتفاع درجة حرارة الطفل. ((لعلكِ تساءلتِ: متى يكون ارتفاع درجة الحرارة خطيراً عند الأطفال؟))


نصائح للحفاظ على صحة رئتي الطفل

بالرغم من عدم إمكانية منع حدوث بعض مشكلات التنفس لدى الأطفال، إلا أن من الممكن المساهمة في التخفيف من احتمال حدوثها، وذلك من خلال المحافظة على صحة جهاز الطفل التنفسي، وفيما يأتي سنقدم لك بعض النصائح التي تساعدك على ذلك:[٨]

  • تجنب تعريض طفلك لدخان السجائر في أي مكان، إذ يرفع دخان السجائر من احتمال تعرض الطفل إلى مشكلات الجهاز التنفسي.
  • تجنب تعريض طفلك للأماكن المليئة بالغبار.
  • تجنب استخدام بودرة الأطفال أو النشا على جسم طفلك أو بالقرب منه.
  • احرص على غسل يديك باستمرار عند تعاملك مع طفلك.
  • حاول تجنب اقتراب طفلك قدر الإمكان من أي شخص مريض.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Zawn Villines (23/10/2020), "What to do if a baby is breathing fast", medicalnewstoday, Retrieved 10/4/2021. Edited.
  2. Lynn M. Fuchs (16/8/2019), "Transient Tachypnea of the Newborn (TTN)", kidshealth, Retrieved 10/4/2021. Edited.
  3. Sara Novak (1/4/2020), "What's the Right Temperature for Baby?", whattoexpect, Retrieved 10/4/2021. Edited.
  4. "Newborn respiratory distress syndrome", nhs, 13/2/2021, Retrieved 10/4/2021. Edited.
  5. Lynne Eldridge (11/3/2021), " What Is a Normal Respiratory Rate? ", verywellhealth, Retrieved 10/4/2021. Edited.
  6. "Signs of Respiratory Distress in Your Infant", seattlechildrens, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  7. Renee A. Alli (25/6/2019), "Your Newborn Baby's Breathing Noises", webmd, Retrieved 10/4/2021. Edited.
  8. " Respiratory Distress", nationwidechildrens, Retrieved 10/4/2021. Edited.