إن مرض الحصبة هو من الأمراض المعدية جداً والتي قد تؤثر في صحة طفلك، وتعد اللقاحات من أكثر الطرق فعالية لحماية طفلك من الإصابة بهذا المرض.[١]



ما هو لقاح الحصبة؟

يتكون لقاح الحصبة (Measles vaccine) من نسخة ضعيفة جداً من الفيروس المُسبِّب لها، لذا عند إعطاء الطفل المطعوم يستجيب الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة للفيروس وخلايا تسمى خلايا الذاكرة، فهذه الأخيرة تجعل الجسم يستجيب بسرعة في حال واجه هذا الفيروس فيما بعد، مما يعطي الطفل الوقاية من هذا النوع من الفيروسات لفترة طويلة الأمد، وفي حال تعرَّض الطفل بالمستقبل للفيروس يكون الجهاز المناعي لديه على استعداد لمواجهته، وهذا إما أن يقيه من الإصابة بالمرض كليًا، أو يقلِّل من شدة المرض واحتمالية الإصابة بالمضاعفات الناتجة عنه.[٢]


أنواع لقاحات الحصبة

في الحقيقة يوجد نوعان من المطاعيم التي يمكنها توفير الوقاية من الإصابة بالحصبة، هما:[٣]

  • المطعوم الثلاثي الفيروسي: والمعروف اختصارًا باسم MMR، والذي يقي من الإصابة بالحصبة، والنكاف (بالإنجليزية: Mumps)، والحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Rubella).
  • المطعوم الرباعي الفيروسي: والمعروف اختصارًا ب MMRV، والذي يقي من الأمراض الثلاثة السابقة التي يقي منها المطعوم الثلاثي الفيروسي، بالإضافة إلى جدري الماء (بالإنجليزية: Chickenpox).


أهمية إعطاء لقاح الحصبة للأطفال

تكمن أهمية إعطاء مطعوم الحصبة بكونه طريقة آمنة وفعالة للوقاية من الإصابة بالحصبة، وهي من الأمراض شديدة العدوى، إذ إنّ حوالي 9 من بين كل 10 أشخاص اختلطوا مع شخص مُصاب بالحصبة يصابون بها، وذلك وفقًا لما أشارت إليه الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة (AAFP)، كما أشارت إلى أنّ 30% من الأشخاص المُصابين بالحصبة يُصابون بالعديد من المضاعفات كعدوى الأذن، والالتهاب الرئوي، وقد تتطلب الإصابة بالحصبة إقامة الطفل بالمستشفى، وأحيانًا قد تُودي بحياته، فيكون المطعوم طريقة فعالة لوقاية الطفل من هذا المرض.[٤][٥]


كما يساعد إعطاء مطعوم الحصبة وقاية الأشخاص الآخرين من الإصابة به، خصوصًا الأطفال الصغار والأشخاص المرضى الذين لا يستطيعون أخذ المطعوم، فكلما زاد عدد الأشخاص الذين تلقوا التطعيم ضمن المجتمع، قلت احتمالية انتشار المرض.[٤]


فاعلية لقاح الحصبة

تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أنّ المطعوم الذي يقي من الحصبة والموجود على هيئة المطعوم الثلاثي الفيروسي فعال جدًا، إذ إن أخذ جرعتين منه فعال بنسبة تصل إلى 97%، أما فعالية أخذ جرعة واحدة منه فتصل إلى 93% في الوقاية من الحصبة. كما أشارت منظمة الصحة العالمية (WHO) أنّ توفر المطعوم قلَّل من عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بالحصبة بحوالي 73% ما بين الأعوام 2000-2018 ميلادي، ويجب الإشارة إلى أن عدوى الحصبة ما زالت منتشرة في بعض البلدان خاصةً تلك ذات الدخل المحدود.[٦][٧]


تبدأ فاعلية المطعوم الثلاثي الفيروسي MMR في الوقاية من الحصبة والأمراض الأخرى بعد حوالي أسبوعين من إعطائه.[٨]


وقت إعطاء لقاح الحصبة للأطفال

يُعطى لقاح الحصبة على شكل اللقاح الثلاثي الفيروسي MMR أو على شكل اللقاح الرباعي الفيروسي MMRV، ويمكن بيان متى يُعطى كل منهما كالتالي:


اللقاح الثلاثي الفيروسي MMR

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بإعطاء الطفل جرعتين من المطعوم الذي يقي من الحصبة كالمطعوم الثلاثي الفيروسي MMR، وذلك حسب الآتي:[٦]

  • الجرعة الأولى: على عمر 12-15 شهراً.
  • الجرعة الثانية: على عمر 4-6 سنوات، في بعض الحالات يمكن إعطاء الطفل الجرعة الثانية على عمر أقل من 4 سنوات، على أن يكون هناك أربعة أسابيع تفصل بينها وبين الجرعة الأولى، كما في الحالات التي يضطر فيها الطفل للسفر للخارج.[٩]


اللقاح الرباعي الفيروسي MMRV

يمكن إعطاء المطعوم الرباعي الفيروسي MMRV للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 1-12 سنة بدلًا من المطعوم الثلاثي الفيروسي للوقاية من الإصابة بالحصبة، لكن يجب الإشارة هنا إلى أنّه لا يُنصَح بإعطاء الجرعة الأولى من المطعوم الواقي من الحصبة على شكل المطعوم الرباعي الفيروسي، إذ إنّ ذلك يرتبط باحتمالية أكبر لحدوث الآثار الجانبية كالتشنجات المرتبطة بالحمّى مقارنة بالمطعوم الثلاثي الفيروسي للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات، على الرغم من أنّ احتمال حدوث هذه الآثار الجانبية ما زال صغيرًا.[٦][١٠]


كيفية إعطاء لقاح الحصبة للأطفال

تُعطى المطاعيم التي تقي من الحصبة على شكل حقنة تحت الجلد، سواء أكان المطعوم الثلاثي الفيروسي أو المطعوم الرباعي الفيروسي، وعادةً ما تحقن في الأنسجة الدهنية أسفل الجلد في الجزء الأمامي الجانبي من الفخذ، أو في الساعد، ويجب التنويه إلى أنّه يُفضَل إعطائها في الفخذ للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة.[١١]


في حال أخذ الطفل المطعوم بالتزامن مع غيره من المطاعيم في نفس الوقت، فيُنصَح بإعطاء كل مطعوم في مكان مختلف، وفي حال كان من الضروري إعطائهم في الموضع ذاته فيجب أن يفصل بين موضع حقن المطعوم الأول والثاني مسافة لا تقل عن 2.5 سنتمتر.[١٢]


موانع إعطاء لقاح الحصبة للأطفال

من الضروري تجنُّب إعطاء اللقاح الثلاثي الفيروسي الذي يقي من الحصبة في الحالات الآتية:[١٣][١٤]

  • إصابة الطفل بضعف في الجهاز المناعي: كالأطفال المُصابين ببعض أنواع السرطانات، أو الإيدز، أو يتلقون العلاج الكيمائي أو العلاجات المُثبطة للمناعة، أو أنهم يعانون من أمراض وراثية تؤثر في جهاز المناعة.
  • إصابة الطفل برد فعل تحسسي شديد تجاه أحد مكونات اللقاح: أو الإصابة برد فعل تحسسي عند أخذ الجرعة الأولى من المطعوم، وهو ما يُسبِّب انتفاخ الشفاه، وهبوط ضغط الدم، وصعوبة التنفُّس.[١٥]


حالات تأخير إعطاء لقاح الحصبة للأطفال

الحالات التي تتطلب مراجعة الطبيب والتي قد يكون من الضروري فيها تأجيل أخذ المطعوم هي كالآتي:[١٣][١٤]

  • الأطفال الذين يتلقون جرعة عالية من أدوية الكورتيكوستيرويد -الكورتيزون- لمدة 14 يوماً أو أكثر: ففي هذه الحالة من الضروري تجنُّب إعطاء اللقاح حتى شهر بعد إيقاف جرعة الكورتيزون المرتفعة، لذا في حال كان الطفل يأخذ هذه الأدوية من الضروري استشارة الطبيب لمعرفة ما إن كان يجب تجنُّب أخذ المطعوم أو تأجيله.
  • الأطفال الذي يتلقون العلاج المناعي أو أي من العلاجات التي تحتوي على منتجات الدم: في هذه الحالة من الضروري استشارة الطبيب لمعرفة المدة اللازمة لتأخير أخذ اللقاح.
  • إصابة الطفل بأمراض مؤثرة في الصفائح الدموية: كنقص الصفائح الدموية.
  • إصابة الطفل بمرض متوسط الشدة إلى شديد: سواء أكان ذلك متزامنًا مع إصابته بالحمى أو بدونها، لكن عادةً لا تتطلب الأمراض الخفيفة كالرشح تأجيل أخذ المطعوم، ويُنصَح دائمًا باستشارة الطبيب.[١٤][١٦]


الآثار الجانبية للقاح الحصبة للأطفال

تعد المطاعيم التي تقي الأطفال من الإصابة بالحصبة آمنة، إلا أنّها كغيرها قد تُسبِّب بعض الآثار الجانبية، والتي غالبًا ما تكون طفيفة ومؤقتة، ويمكن بيان الأعراض الجانبية الناتجة عن إعطاء المطعوم، والتي قد تظهر حتى 7-10 أيام بعد إعطائه، كالآتي:[١٧]

  • الشعور بالألم في موضع إعطاء الحقنة.
  • احمرار وانتفاخ موضع إعطاء الحقنة.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم، والتي عادةً تستمر لمدة 2-3 أيام.
  • ظهور طفح جلدي بسيط أحمر اللون، ويجب الإشارة إلى أنّه لا يُسبِّب العدوى للآخرين.
  • أعراض شبيهة بالرشح كسيلان الأنف، والسعال، وانتفاخ العيون.
  • تورُّم الغدد اللعابية.
  • التعب.
  • ظهور طفح جلدي شبيه بذلك الذي يظهر عند الإصابة بجدري الماء، وذلك خلال 5-26 يوماً من إعطاء المطعوم، ويجب التنويه إلى أنّ هذا العرض الجانبي قد يحدث فقط في حال أخذ المطعوم الرباعي الفيروسي.


من النادر حدوث آثار جانبية خطيرة عند أخذ لقاح الحصبة لكن في حال ملاحظة أي أعراض غير اعتيادية ينصح بمراجعة الطبيب فوراً.[١٧]


نصائح للتعامل مع الآثار الجانبية للقاح الحصبة للأطفال

يمكنكِ اتباع التدابير الآتية للتخفيف من الألم والحمى بعد إعطاء طفلك مطعوم الحصبة:[١٧]

  • شجعي طفلك على شرب كميات كافية من السوائل في حال الإصابة بالحمى.
  • تجنبي جعل طفلك يرتدي الكثير من الملابس في حال إصابته بالحمى.
  • ضعي قطعة قماش باردة على موضع الحقن للمساعدة على التخلص من الألم والاحمرار في المنطقة.[١٨]
  • يمكن إعطاء الطفل الأدوية الخافضة للحرارة والتي تخفِّف من الألم، ومن الضروري استشارة الطبيب حول الجرعات المناسبة لطفلك، ويجب التنويه إلى ضرورة تجنُّب إعطاء دواء الأسبرين للأطفال دون سن الثامنة عشر.[١٦]


المراجع

  1. Hansa D. Bhargava (12/6/2020), "Measles", webMD, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  2. "What is measles and why do we vaccinate against it?", Queensland Health, 22/10/2019, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  3. are 2 vaccines that,, mumps, rubella, and chickenpox "Measles", vaccines.gov, 5/2020, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Measles immunisation", Australia Government Department of Health, 5/3/2020, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  5. "Measles Vaccine", AAFP, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Measles Vaccination", CDC, 28/3/2019, Retrieved 29/12/2020. Edited.
  7. "Immunization, Vaccines and Biologicals", World Health Oranization, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  8. "MMR (measles, mumps and rubella) vaccine", NHS, 8/4/2020, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  9. "Measles vaccine: Can I get the measles if I've already been vaccinated?", Mayo CLINIC, 18/8/2020, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  10. "Children aged ≥12 months are recommended to receive 2 doses of measles-containing vaccine", Australia government Department of Health, 12/4/2019, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  11. "Administering Vaccines", immunize, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  12. "Administration of injected vaccines- correct technique", The Melbourne Vaccine Education Centre, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  13. ^ أ ب "Measles Vaccination Recommendations", Department of Health Logo, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  14. ^ أ ب ت Margot L. Savoy (10/2020), "Measles, Mumps, and Rubella (MMR) Vaccine", MSD MANUAL Professional Version, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  15. "MMR (Measles Mumps Rubella) vaccine", Caring for Kids, 7/2015, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  16. ^ أ ب MMR vaccine protects against,that do not cause disease "Measles, Mumps, Rubella (MMR) Vaccine", HealthLink BC, 3/2018, Retrieved 30/12/2020. Edited.
  17. ^ أ ب ت "Measles, mumps, rubella, varicella (chickenpox) – immunisation", Better Health Channel , Retrieved 30/12/2020. Edited.
  18. "Medical Management of Vaccine Reactions in Children andTeens in a Community Setting", Immunize, Retrieved 30/12/2020. Edited.