إكزيما الرضع أسبابها وطرق التعامل معها

ألستِ متأكدًة ممّا إذا كان الطفح الجلدي المتهيج والحكة التي تحدث عند طفلك هي نفسها الإكزيما؟ يمكن لطبيبك أن يخبرك بالتأكيد عن التشخيص الصحيح، ويمكن أن تساعدك هذه الأسئلة والأجوبة أيضاََ في فهم ما تحتاجه عن الإكزيما.^[١]

الإكزيما عند الرضع

الإكزيما عند الرضع (بالإنجليزية: Infant or Baby eczema) هي مصطلح عام يُستخدم لوصف عدد من الأمراض الجلدية الالتهابية، ويستخدم الأطباء مصطلح الإكزيما للتعبير عن حالتين صحتين تظهران عادةً لدى الطفل في عمر يتراوح ما بين شهرين إلى أربعة أشهر، وهما:^[٢]

• التهاب الجلد التأتبي: (بالإنجليزية: Atopic dermatitis) وهي حالة مزمنة، بحيث يصاب الطفل بالتحسس على فترات مستمرة، عادة ما يكون هذا النوع من التحسس موروثاً، أي تكون أكثر شيوعًا بين الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من الحساسية، أو الإكزيما، أو الربو، وغيرها من أنواع الحساسية.
• التهاب الجلد التماسي: (بالإنجليزية: Contact dermatitis) وهي طفح جلدي يظهر عندما يتلامس الجلد مع مادة مهيجة، ويظهر الطفح في مكان تلامسها مع الجلد، مثلاً: إذا تحسس الرضيع من مادة في سلسلة حول رقبته يظهر الطفح فقط في مكان تلامس السلسلة مع جلد الطفل، وإذا تحسس من مادة صُنعت منها قطعة ملابس يرتديها يظهر الطفح فقط في موضع تلامسها مع الجلد أيضاً، هذا النوع من التحسس والإكزيما علاجه بسيط وهو فقط أن تزيلي هذه القطعة (المادة المهيجة) عن جلد الطفل.

ازدادت نسبة الإصابة بالإكزيما عند الأطفال حول العالم، إذ تبلغ نسبة الإصابة حوالي 30-15% عند الأطفال، ويحدث 85% من هذه الحالات خلال السنة الأولى من عمر الطفل.^[٣]

ما الذي يسبب الإكزيما عند الرضع؟

ما زال السبب الرئيسي للإصابة بالإكزيما عند الرضع غير معروف تماماً، لكن يعتقد الباحثون أن السبب يعود إلى مجموعة من العوامل الجينية والبيئية، حيث يكون الأطفال أكثر عُرضة للإصابة بالإكزيما إذا كان لدى أحد أفراد الأسرة تاريخ للإصابة بالإكزيما أو حمى القش أو الربو، كما يعتقد العلماء أنّ الإكزيما قد تنتج عن خلل في الجهاز المناعي يؤثر في الجلد وفي قدرته على الاحتفاظ بالرطوبة.^[٤] وفي الحقيقة توجد العديد من المحفزات التي يمكن أن تزيد من سوء حالات الإكزيما لدى الرضع، كما تختلف محفزات ظهور الإكزيما من طفل لآخر، فقد تؤثر في بعض الأطفال بينما لا تؤثر في البعض الآخر، لكن بشكل عام تتضمن ما يأتي:^[١][٥]

• جفاف الجلد: حيث إن انخفاض نسبة الرطوبة في الجو، خاصةً في فصل الشتاء، عندما تكون الأجواء داخل المنزل دافئة وجافة، تسبب جفاف الجلد وزيادة رغبة الطفل في الحكة.
• المهيّجات: مثل: الملابس المصنوعة من الصوف أو الملابس المصنوعة من مادة البوليستر، والعطور وصابون الجسم، وصابون الغسيل، ووبر الحيوانات حيث إن كل هذه المحفزات يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض الإكزيما لدى الأطفال الرضع.
• ارتفاع درجات الحرارة والتعرق: حيث إن كل منهما يجعل حكة الإكزيما عند الرضع أكثر سوءًا.
• مسببات الحساسية: يعتقد بعض الأطباء أن تناول حليب البقر أو الفول السوداني أو البيض أو بعض أنواع الفواكه، قد يزيد من أعراض الإكزيما لدى الرضع سوءًا، لذلك يمكن أن يساعد إزالة أي من هذه الأطعمة من النظام الغذائي عند الطفل على التخفيف من أعراض الإكزيما، لكن هذا غير مؤكد بعد.

كيف يمكن التعامل مع الإكزيما عند الرضع؟

يمكن التخفيف من شدة الأعراض المرافقة للإكزيما من خلال اتباع ما يأتي:^[٦]

• استحمام الطفل يومياً باستخدام الماء الدافئ ومنظف معتدل الشدة، ومن ثم تجفيف جلد الطفل بالتربيت عليه دون فركه.
• دهن كريم مرطب خالي من العطور كالفازلين مثلا بعد الاستحمام، ومن ثم ترطيبه مرة أخرى على الأقل مرتين يومياً.
• تجنب محفزات الأكزيما.
• الحرص على أن تبقى أظافر الطفل قصيرة ويفضل تغطيتها بقفازات قطنية عند النوم.

كما قد ينصح الطبيب باستخدام بعض أنواع الأدوية لعلاج الإكزيما عند الأطفال الرضع مثل: الكريمات المحتوية على الستيرويدات مثل: الكورتيزون (بالإنجليزية: Cortisone)، أو الأدوية المضادة للهستامين (بالإنجليزية: Antihistamines)، أو المضادات الحيوية في حال إصابة الإكزيما بالعدوى.^[٧]

ما هي أعراض الإكزيما عند الرضع؟

تختلف أعراض الإكزيما عند الأطفال الرضع عن الكبار، كما أنها تختلف عن الأطفال الأكبر سناً، وعادةً ما تظهر الإكزيما عند الأطفال الرضع على هيئة بقع من الجلد الأحمر أو الجاف، ويكون الجلد خشنًا، وقد يعاني الطفل من حكة أيضًا، وتظهر هذه البقع في أي مكان من جسم الطفل، لكن عادةً ما تظهر في الخدين ومفاصل الذراعين والساقين، وبتفصيل أكثر يمكن بيان أعراض الإكزيما عند الرضع حسب العمر كما يأتي:^[٨][١]

• منذ الولادة إلى عمر 6 أشهر: تظهر الأكزيما عادةً على الجبهة، وفروة الرأس، والوجه، والخدين، والذقن، ويمكن أن تنتشر أيضًا إلى مناطق أخرى من الجسم، باستثناء منطقة الحفاض، وذلك لأن رطوبة الجلد تحمي تلك المنطقة، وفي هذه المرحلة من العمر يظهر الجلد باللون الأحمر.
• من عمر 6 أشهر إلى عمر السنة: في هذا العمر، غالبًا ما تظهر الإكزيما على مرفقي وركبتي الطفل- وهي أماكن يسهل خدشها أو فركها أثناء الحبو-، وفي حال أصيب طفح الإكزيما بالعدوى، فقد تتكون قشرة صفراء، أو نتوءات صغيرة جداً مليئة بالسوائل على الجلد.

هل يمكن أن تختفي الإكزيما عند الرضع من تلقاء نفسها؟

نعم، يمكن أن تختفي الإكزيما لدى الأطفال بمجرد بلوغهم سن المدرسة،^[١] إلا أنه قد تستمر خلال الطفولة والمراهقة، وفي بعض الحالات حتى مرحلة البلوغ.^[٤]

هل الإكزيما معدية؟

لا تعدّ الإكزيما مُعدية، لكن الأطفال المصابين بالإكزيما هم أكثر عُرضة للإصابة بالتهابات في الجلد، والتي غالباً ما تكون ناتجة عن الجراثيم التي تعيش عادةً على بشرة الجميع دون ضرر، لكن قد تسبب هذه الجراثيم العدوى للأطفال المصابين بالإكزيما؛ لأن بشرتهم ضعيفة ولا تحتوي على حاجز قوي يحميها من هذه الجراثيم.^[٩]

متى تجب مراجعة الطبيب؟

يجب أن تأخذي طفلك لرؤية الطبيب إذا:^[٦][٥]

• ظهرت على طفلك أعراض الإكزيما لأول مرة.
• كان طفلك يشعر بالحكة أو عدم الارتياح.
• لاحظتِ نزول الدم من الإكزيما.
• لم تتحسن حالة طفلكِ بعد بضعة أيام من أخذ العلاج.
• كان طفلك يعاني من صعوبة في النوم لأن الطفح الجلدي يسبب حكة شديدة.
• تغير لون جلد طفلك.
• ارتفعت درجة حرارة جسم الطفل بالإضافة إلى ظهور الطفح الجلدي.
• ظهر صديد على الإكزيما.