أساسيات التربية الإيجابية للأطفال

على الرغم من اختلاف أسلوب التربية من آباء لآخرين، إلا أن التربية الإيجابية ترتكز على أساسيات عدة، فما هي هذه الأساسيات؟^[١]

أساسيات التربية الإيجابية للأطفال

تقوية الروابط مع الأبناء

فالرابطة القوية بين الآباء والأبناء هي أساس العلاقة مستقبلاً، ويلعب ذلك دوراً في تعزيز النمو والتعلم والقدرات الذهنية وإدراك المشاعر وتهدئة النفس، وسيجد الطفل الأمان مع والديه، وينعكس ذلك إيجابًا على سهولة توجيههم وتصحيح تصرفاتهم، إلى جانب تقليل المشاكل السلوكية ومشاكل العلاقات مع الآخرين مستقبلاً.^[١]

الاحترام من الطرفين

فالعديد من الآباء يعتقدون بأن الاحترام يجب أن يكون من جانب الطفل فحسب، والحقيقة أنه يجب أن يكون من الطرفين؛ ويكون الاحترام من الأهل تجاه طفلهم باحترام عقله وشخصيته وتفكيره ووجهة نظره وجسده وكرامته والمصطلحات التي يتم إطلاقها عليه، فذلك يعزز تطور الطفل، ويقوي الارتباط بينه وأهله، والاحترام يعني عدم استخدام العقاب البدني، ولكن في نفس الوقت لا يعني التساهل أو الرخاوة في التعامل مع الطفل.^[١]

تجنب استباق الأمور والتسرع

فبعض الآباء يتسرّعون في الحكم على سلوك الطفل والرد عليه حتى قبل أن يصدر عنه في بعض الأحيان، وهذا خاطئ؛ فالأصل عدم استباق الأحداث وإطلاق الأحكام بناءً على توقعات، بل يجب الانتظار حتى يحدث هذا السلوك أو التصرف؛ مع ضرورة التفكير جيدًا قبل الاستجابة معه، فضبط النفس والصبر ضروري في التربية والتنشئة.^[٢]

الاحتفاظ بدور الأبوة وعدم التساهل

فبعض الآباء يعتقدون بأن التربية الإيجابية تعني التساهل في التعامل مع الطفل والاستغناء عن دورهم كآباء أو قائدين لأبنائهم، وهذا خاطئ تمامًا، فحتى منح الثقة للطفل واحترامه يجب أن يكون تحت مظلة الأهل وعدم تجاوز الحدود التي وضعوها للطفل، فالطفل ما يزال في مرحلة مبكرة على أن يتخذ قراراته جميعها بنفسه، ويقود نفسه بنفسه، فالاحتفاظ بالكلمة الأخيرة للأهل هو الصحيح عند تنشئة الأطفال.^[٢]

الإيجابية في تأديب الطفل

فليس العقاب هو الحل كما أشرنا سابقًا، فالطريقة الصحيحة للتعامل مع السلوك الخاطئ للطفل هي مسائلته عنه ومناقشته بأسباب قيامه بذلك، مع توجيهه نحو الأمور التي جعلت هذا السلوك خاطئاً، إلى جانب تقديم الخيارات الأفضل للتعامل مع مثل هذه المواقف، وحثهم والثناء عليهم عند تصحيح مواقفهم وأخطائهم.^[٣] ((لعلكِ تساءلتِ: كيف تنجحين في فصل النزاعات بين الأخوة؟))

الحفاظ على الثبات والصبر

فعلى الرغم من أن تربية الأطفال ليست بالأمر السهل، وسلوكياتهم قد تكون غير متوقعة بالنسبة للأهل؛ وهذا ما قد يُفقدهم صبرهم، إلا أن الإيجابية تتمثل في محاولة الحفاظ على زمام الأمور تحت السيطرة، وعدم فقدان الصبر وإبداء تصرفات تنعكس سلباً على نفسية الطفل.^[٤]

تجنب إرهاق النفس

قد تكون التربية أمرًا مرهقًا بالنسبة للأهل، وقد ينعكس ذلك سلباً على أبنائهم، لذلك يجب على الأهل دائمًا الحفاظ على وقت خاص بهم لقضائه والتمتع به، مع ضرورة التفكير بما بدر منهم من تصرفات تجاه أبنائهم وتصحيحها لأنفسهم، فذلك ينعكس إيجابًا على صحة الآباء إلى جانب تعزيز قدرتهم وشحن طاقتهم مرة أخرى لتربية أبنائهم والاهتمام بهم.^[٤]

((ماذا بشأن المراهقات، تابع مقال: 10 نصائح فعالة لتربية المراهقات))