تُعتبر السخونة أو الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة من الحالات الشائعة عند الأطفال، ويتمثل ذلك بارتفاع درجة حرارة الجسم لما يزيد عن المعدل الطبيعي لها، وقد تحدث السخونة كاستجابة طبيعيّة للعديد من الأمراض، بحيث لا تكون ضارة في العديد من الحالات نظرًا لارتباطها بمساعدة جهاز مناعة الجسم على محاربة العدوى، ولكنّ استمرار السخونة، أو ازديادها سوءًا مع مرور الوقت، أو أن تكون مصحوبة بأعراض مقلقة كلها أمور تشير إلى ضرورة مراجعة الطبيب، وإجراء اللازم.[١]





أسباب سخونة الأطفال

لا تُعتبر الحمّى مرضاً بحد ذاتها، بل عرض يرافق عدداً من الأمراض والمشاكل الصحية مثل:[٢]


العدوى الفيروسيّة

تُعدّ العدوى الفيروسيّة مثل: البرد والإنفلونزا السبب الأكثر شيوعًا لإصابة الأطفال بالسخونة، وغالبًا ما يتأخر ظهور الأعراض الأخرى مثل: سيلان الأنف، والسعال لتظهر بعد السخونة، وعليه إنّ السخونة قد تكون العَرَض الوحيد خلال اليوم الأول من بدء هذه الأمراض.[٢]


العدوى البكتيريّة

العدوى البكتيريّة سببٌ أقل شيوعًا للسخونة مُقارنةً بالعدوى الفيروسيّة،[٢] ومن الأمثلة على العدوى التي غالباً ما تكون بكتيرية ومصحوبة بالسخونة: عدوى الأذن والحنجرة (بالإنجليزية: Ear and throat infection)، وعدوى المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary tract infection)، والالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia)، وتسمم الدم (بالإنجليزية: Blood infection)، ويستلزم هذا النوع من العدوى زيارة الطبيب وتلقي العلاج بالمضادات الحيوية.[٣]


التطعيم

قد يُعاني الطفل من السخونة بعد تلقي المطاعيم، وفي الحقيقة تستمر السخونة الناتجة عن التطعيم في العادة من بضع ساعات إلى يوم بعد إعطاء اللقاح، ومع ذلك، يمكن لبعض المطاعيم أن تسبب السخونة مستمرة لمدة أسبوع أو أسبوعين بعد إعطاء اللقاح؛ كما هو الحال مع لقاح الحصبة.[٤]


التهاب الجيوب الأنفيّة

يحدث التهاب الجيوب الأنفيّة عادةً بسبب إصابة الطفل بالزكام، وتتمثل أعراضه بعودة تطوّر السخونة بعد اختفائها لعدة أيام، بالإضافة إلى وجود ألم في الجيوب الأنفيّة واحتقان في الأنف.[٢]


التهاب السحايا

يُعتبر التهاب السحايا عدوى بكتيريّة تصيب الغشاء الذي يغطي النخاع الشوكيّ والدماغ، وتتمثل الأعراض الرئيسيّة لهذه الحالة بحدوث تصلب في الرقبة، والإصابة بالصداع، والتشوش الذهني، كما قد يُعاني الأطفال الصغار من الخمول أو سرعة الانفعال بحيث يكون من الصعب تهدئتهم، ومن الجدير بالذكر أنّه يجب علاج التهاب السحايا مبكراً، وإلا فإنّه قد يؤدي إلى تضرر في الدماغ.[٢]


مرض اليد والقدم والفم

مرض اليد والقدم والفم هو عبارة عن طفح جلدي يشبه البثور، ويظهر على راحتي اليد، وأخمص القدمين، والأرداف، واللسان، والفم، ويكون مصحوبًا بأعراضٍ أخرى؛ كالسخونة.[٥]


مرض كاواساكي

يسبب مرض كاوسكي (بالإنجليزية: Kawasaki disease) انتفاخ والتهاب جدران شرايين مُعينة في كامل الجسم، وهو مرض يصيب الأطفال بشكلٍ أساسي،[٦] وتشمل أعراضه: احمرار العين، والطفح الجلدي، وانتفاخ الشفتين، واللسان، والقدمين، واليدين، والغدد الليمفاوية في الرقبة.[٥]


حمى الضنك

حمى الضنك (بالإنجليزية: Dengue Fever)، هو مرض ينتقل عن طريق البعوض، ويُعزى حدوثه إلى فيروس الضنك،[٧] وتتضمن أعراضه: الصداع، وآلام العضلات والمفاصل، والطفح الجلدي، والسخونة.[٥]


حالات زيادة سخونة الجسم بمؤثر خارجي

قد يُعاني الطفل من السخونة نتيجة موجات الحر أو ارتداء ملابس بشكلٍ مُبالغ فيه، ومن الجدير ذكره أنّ درجة حرارة الجسم تعود لطبيعتها في غضون ساعات قليلة بعد الانتقال إلى مكان أكثر برودة، وقد ترتبط السخونة أيضًا بممارسة التمارين الشاقة، وفي هذه الحالة فهي تزول بمجرد أخذ قسط من الراحة وشرب المزيد من السوائل.[٢]


أسباب أخرى

يمكن أن يصاب الأطفال بالسخونة لأسبابٍ أخرى، نذكر منها ما يلي:[٨]

  • اضطرابات المناعة الذاتية مثل: الذئبة.
  • الآثار الجانبية للأدوية.
  • النوبات التشنجية.
  • السرطانات.
  • أمراض الجهاز الهضميّ؛ مثل مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease).[٩]
  • جدري الماء.[٩]
  • الحصبة.[٩]
  • النكاف.[٩]
  • التهاب الأنف التحسسيّ (حمى القش).[١٠]
  • الإصابة بضربة شمس.[١٠]
  • التعرض للحروق.[١٠]
  • التسمم الغذائي.[١٠]



أظهرت الأبحاث أن التسنين لا يسبب السخونة عند الأطفال على الرغم من شيوع هذا الاعتقاد بين الناس.



[٢]


الحالات التي تستلزم مراجعة الطبيب

يجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب إذا كانت الحمى مصحوبة بأحد الآتية:[١١]

  • الاشتباه بإصابة الطفل بالجفاف.
  • إصابة الطفل بنوبة تشنجية.
  • ظهور طفح جلدي عند الطفل.
  • حدوث تغير في وعي الطفل.
  • تنفس الطفل ضحل، أو سريع، أو صعب.
  • إذا كان عمر الطفل أقل من شهرين.
  • إذا عانى الطفل من صداع لا يزول.
  • معاناة الطفل من إسهال دائم أو قيء متكرر.[١٢]
  • وجود شكوى محددة لدى الطفل؛ مثل: التهاب الحلق أو وجع الأذن.[١٢]
  • استمرار الحمى لدى الطفل لمدة 24 ساعة لعمر أقل من سنتين، أو 72 ساعة لعمر سنتين وأكبر.[١٢]
  • مُعاناة الطفل من الحمى بشكلٍ مُتكرر، حتى لو استمرت بضع ساعات فقط في كل مرة.[١٢]
  • إصابة الطفل بمشكلة طبيّة مزمنة مثل: أمراض القلب، أو السرطان، أو الذئبة، أو فقر الدم المنجلي.[١٢]
  • المُعاناة من الألم الشديد عند التبول.[١٢]


((لعلكِ تساءلتِ: متى يكون ارتفاع درجة الحرارة خطيراً عند الأطفال؟))


المراجع

  1. "Fever in children", www.rch.org.au, Retrieved 2020-11-30. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Fever"، www.seattlechildrens.org، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2020. Edited.
  3. "Fever in children", www.healthdirect.gov.au, Retrieved 10/12/2020. Edited.
  4. "Fever in Infants and Children ", www.msdmanuals.com, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Fever in Children ", www.healthhub.sg, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  6. "Kawasaki disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 10/12/2020. Edited.
  7. "Dengue Fever", www.webmd.com, Retrieved 10/12/2020. Edited.
  8. "Fever in Adults and Children", www.medicinenet.com, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "Fever", www.raisingchildren.net.au, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث " Risk factors and common complications of fever", www.mymed.com, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  11. "Fever in Children", www.emedicinehealth.com, Retrieved 2020-11-30. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث ج ح "Children with Fevers: When to Worry?", www.pinnaclehealth.org, Retrieved 11/12/2020. Edited.