طفلك الرضيع يمرض كثيراً: ما العمل؟

يعاني العديد من الآباء من القلق والتوتر إزاء مرض أطفالهم الرضّع بشكل متكرر، وليس من المستبعد أنْ يشفى طفلٌ رضيع من مرض ما ولا يلبث أن يبدأ بالمعاناة من مرضٍ آخر، ومما لا بد من إدراكه أنّ هذا الأمر طبيعيّ في أكثر الأحيان، ولا يستدعي القلق الزائد.^[١]

أسباب مرض الأطفال الرضّع بشكل متكرر

يتعرض الرضع والأطفال للمرض والعدوى بشكل كبير، ويعدّ هذا الأمر طبيعيًا إلى حدٍ ما، فتعتبر هذه الأمراض وسائل لنمو وتطوّر الجهاز المناعي لدى الأطفال، فجهاز المناعة يعمل كنظام الذاكرة، حينما يتعرض في المرّات الأولى لمسبب مرض ما، فإنّه يحفز بناء الأجسام المضادة، ما يساعد مناعته على مقاومة مسببات هذه الأمراض مستقبلاً،^[٢] فيما يلي بعضاً من الأسباب المحتملة وراء كثرة مرض الأطفال الرضّع:^[٣]

• ارتباط الأطفال الكبير بمحيطهم، ولمسهم للكثير من الأشياء من حولهم والتي قد تكون ملوثةً في كثير من الأحيان، مصدرًا أساسيًا للإصابة بالأمراض.
• فضول الأطفال في الاكتشاف، بحيث يضع الطفل الكثير من الأشياء في فمه مباشرة، والتي قد تكون ملوثة ومصدرًا للالتهابات والعدوى.
• معاناة الطفل من التحسس لبعض المواد أو الأطعمة، أو حتى مواسم تقلب الطقس، وقد تؤدي الاستجابة المناعية لهذا التحسس في أحيان معينة إلى ظهور أعراض تستدعي التدخل الطبي؛ لاكتشاف أسباب ومهيّجات التحسس، ومحاولة تجنبها، وعلاجها، ومن الأمثلة على هذه الأعراض:^[٤]
• الطفح الجلديّ والحكة.
• ضيق التنفس.
• العطاس، أو الكحة.
• سيلان الأنف.
• احمرار العينين.

ما العمل للحد من مرض الأطفال الرضع بشكل كبير؟

من طرق التعامل مع مرض الأطفال الرضع والمتكرر بشكلٍ كبيرٍ ما يلي:

الرضاعة الطبيعية

إذ تعد الرضاعة الطبيعية في الأشهر الست الأولى، من أكثر الوسائل المعينة على إمداد الطفل بالأجسام المضادة التي تقاوم الأمراض من جسم الأم مباشرة،^[٥] ويمكن تعويض الطفل في حال عدم توفر الرضاعة الطبيعية لأي سبب بالحليب الصناعي المدعّم بالمعادن والفيتامينات التي يحتاجها الطفل، ومن أهم المعادن التي تدعم الجهاز المناعي فيتامين (A)، وفيتامين (B6)، وفيتامين (E)، وفي حال كان يأكل الطفل الطعام الصلب، فإنه يمكنه الحصول على هذه الفيتامينات من الفاكهة، والخضار، مثل الجزر، والبطاطا الحلوة، والحمضيات، والأفوكادو.^[٦][٧]

الالتزام بعادات النظافة

فغسلُ الأيدي بشكل مستمر، وحيازة معقم الأيدي في خارج المنزل، يحدُّ من انتشار العدوى، كما أنّ الاهتمام بنظافة البيئة التي يعيش فيها الطفل يساهم كثيرًا في الحفاظ على صحة الطفل قدر الإمكان.^[٢]

منع التقبيل من قِبلِ الغرباء

فهي عادةٌ مألوفة أنْ يداعب الغرباء الأطفال الرضّع وأن يقوموا بتقبيلهم كنوع من إظهار المودة، ولكنّ في هذه الأفعال تعريضاً كبيراً لخطر انتقال العدوى، وبالتالي يمكن الطلب من الغرباء الاكتفاء بتقبيل قدم الأطفال عوضًا عن ذلك، ويجدر بالذكر أنّ هذه الطريقة مفيدة لحماية الطفل إلى حد عمر 9 أشهر، حيث وأنّه بعدَ ذلك يبدأ الطفل بوضع قدمه في فمه، وبالتالي تنتقل العدوى.^[٢]

الالتزام بالمطاعيم

فإنّ الالتزام بجدول المطاعيم المقرر حسب عمر الطفل يلعب دورًا هامًا في الوقاية من العدوى، وهناك بعض المطاعيم الإضافية التي يمكن الاستعانة بها، مثل مطعوم الإنفلونزا السنوي للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم الستة أشهر، ومطاعيم المكورة الرئوية (Pneumococcal)، ومطاعيم الوقاية من التهاب السحايا (Meningitis) التي قد تكون مفيدة للأطفال الذين تتكرر عندهم التهابات الأذن، وبعض الالتهابات الأخرى.^[٥]

دواعي مراجعة الطبيب

يجب على الأهل مراجعة طبيب طفلهم بشكل دوري، لمتابعة نمو وتطور رضيعهم، وإطلاع الطبيب على أهم الأعراض التي يعاني منها، واستخدام العلاج اللازم، أمّا في حال ظهور أو استمرار أي من الأعراض التالية فتجب مراجعة الطبيب الفورية:^[٨]

• تغير في الشهية.
• تغير في السلوكيات والتصرفات، كأن تزداد حدّة البكاء، أو أن يصبح جسد الطفل مرتخيًا.
• ارتفاع واضح في درجة الحرارة.
• ألم في منطقة السرّة أو في قضيب الطفل الذكر.
• الإسهال أو الإمساك.
• الاستفراغ والجفاف.
• ظهور طفح جلدي.
• خروج الإفرازات أو القيح من العيون.

نصائح للتعامل مع الرضّيع أثناء المرض

فيما يلي بعض النصائح التي تساعد الأمهات في توفير شعور أفضل للرضّع حينما يمرضون:^[٩]

• استمري في إرضاع طفلك، إما من ثديكِ أو بواسطة القنينة الخاصة، وذلك لتعويض السوائل التي يفقدها ولحمايته من الجفاف.
• اجعلي طفلك يحظى بجوٍّ هادئ، حتى يتسنّى له الاسترخاء والنوم.
• نظفي أنفه من المخاط في حالات الاحتقان وصعوبة التنفس من الأنف، وذلك من مرتين إلى ثلاث باليوم الواحد، باستخدام الأدوات الخاصة بذلك، خاصة قبل النوم وقبل تناول الطعام.
• امنحيه حمام دافئ ليسترخي جسده، ويسكّن بعض آلامه، ولا تنسي تجفيفه بعد الحمام بشكل جيّد.
• ارفعي رأس الطفل قليلاً، مما يتيح له التنفس بشكل أفضل.

أمثلة على الأمراض التي يصاب بها الرضّع بشكل متكرر

فيما يلي بعض أشهر الأعراض والأمراض التي يعاني منها الأطفال الرضّع بشكل كبير ومتكرر:

• ارتفاع درجة الحرارة: ويجب التنويه على أنّ ارتفاع درجة حرارة الجسم ليس مرضًا بحدّ ذاته، وإنما هو عَرَض لسبب أساسي وراءه، ومن أشهر الأسباب التي تؤدي لارتفاع في درجة الحرارة عند الرضّع، التهابات الأذن، ونزلات البرد، وبعد أخذ المطاعيم، ويظهر الطفل أثناء الحمى بحالة من التهيج وعدم الراحة.^[١٠]((لعلكِ تساءلتِ: متى يكون ارتفاع درجة الحرارة خطيراً عند الأطفال؟))
• نزلات البرد: تعتبر أمراض الجهاز التنفسي شائعة جدًا عند فئة الأطفال الرضّع، فيصاب الأطفال في هذه الفئة العمرية بما يقارب 6-8 مرات في السنة الواحدة، ومن الأعراض التي يُظهرها الطفل المصاب بنزلات البرد، سيلان الأنف، والاحتقان، والكحّة، وأحيانًا ارتفاع درجة الحرارة، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على النوم، والعطاس المتكرر.^[١١]
• التهابات الأذن: يمكن الاستدلال على التهابات الأذن من خلال حركة الطفل المتكررة في شد أذنه، وخاصة إذا رافقت هذه الحركة أعراض أخرى كاحتقان الأنف، وارتفاع درجة الحرارة.^[١٢]
• الإسهال: ويلاحظ هذا العرَض عند تغيير الحفاضات، حيث يزيد عدد مرات امتلائها والحاجة لتغييرها، ويلاحظ تغير في قوام البراز بحيث يصبح سائلًا مثلاً، وعادةً ما يكون السبب وراء الإسهال التهاباً فيروسياً، إلاّ أنّ هذا لا يمنع من توقع وجود التهاب بكتيري، أو حساسية من طعام معيّن، أو عرض جانبي لدواء ما.^[١٣]
• التهاب الملتحمة: يطلق عليه أيضًا اسم العين الوردية، وتكون عين الطفل في هذه الحالة حمراء اللون، ومنتفخة، ويعود السبب وراء هذا المرض لالتهاب الغشاء المخاطي في العين.^[١٤]