إن الأطفال حديثي الولادة معرضون بشكل كبير للكثير من الأمراض التي تعد شائعة في مثل سنّهم، ورغم أن العديد منها لا تعد خطيرة، إلّا أن على الأهل أن يكونوا على دراية كاملة بها، وبكيفية التعامل معها، وبأي علامات تحذيرية تتطلب مراجعة الطبيب، إليك أبرز أمراض حديثي الولادة الشائعة.[١]

أمراض ومشاكل صحية شائعة لدى حديثي الولادة

فيما يأتي نذكر نبذة عن أبرز أمراض حديثي الولادة الشائعة:


البرد والإنفلونزا

يمكن للأطفال حديثي الولادة أن يمرضوا بسرعة أكبر بكثير من البالغين نتيجة لعدم تطور الجهاز المناعي لديهم، وإنّ ذلك يجعلهم عرضة لأكثر من 200 فيروس مختلف يسبب نزلات البرد (الزكام) (بالإنجليزية: Cold) والإنفلونزا (بالإنجليزية: Flu) المسببة لمعظم حالات السعال لديهم، ومما يجب ذكره أن جهاز المناعة سيتولى بنفسه علاج هذه العدوى الفيروسية في غضون أسبوع إلى 10 أيام، إذ ليس هناك أدوية تساعد على علاجها أو الوقاية منها، ولكن يمكن لتوفير الراحة والدفء والرضاعة الطبيعية لطفلك أن يساعد في تحسنه.[٢][٣]


السّعال

عادة ما يكون السعال علامة على أن جسد طفلك يحاول التخلص من مادة مهيجة، سواء كانت مخاطًا أو جسمًا غريبًا، وتتضمن الأسباب الشائعة للسعال: نزلات البرد والإنفلونزا، والعدوى البكتيرية، والتهيج، والحساسية أو التهاب الجيوب الأنفية، والسعال الديكي، والربو، والأسباب النفسية، وحرقة المعدة، وإن تشخيص الحالة يُترك للطبيب.[٤]


عدوى الأذن

تعد عدوى الأذن أو التهاب الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otitis media) من أكثر الأمراض الشائعة لدى حديثي الولادة، وهو التهاب يحدث عندما يتراكم السائل خلف طبلة الأذن بسبب الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، يعاني الطفل المصاب من آلام شديدة في الأذن، وقد يكون مصحوبًا بالحمّى أو خروج إفرازات من الأذن، ولابدّ من مراجعة الطبيب من أجل الحصول على العلاج المناسب.[٥][٦]


الحمّى

يمكن القول أنّ الطفل يعاني من الحمى (بالإنجليزية: Fever) إذا ارتفعت درجة حرارته عن 38 درجة مئوية، وحقيقةً إنّ الحمّى ليست مرضًا بحد ذاتها، بل هي عرض تشير الإصابة بحالة صحية أخرى، وغالبًا ما تكون الحمى أسلوب دفاع من جهاز المناعة في الجسم لمحاربة أي عدوى، بما في ذلك نزلة البرد أو أي عدوى فيروسية أخرى، ورغم هذا هناك أسباب أخرى قد تكمن وراء حدوثها، فقد تكون بسبب ارتفاع درجة حرارة البيئة المحيطة، أو رد فعل جراء تلقي أحد المطاعيم، وفي حالات أقل شيوعًا قد تشير إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي، أو عدوى المسالك البولية، أو عدوى الأذن، كما قد تكون بسبب حالة طبية أكثر خطورة مثل عدوى بكتيرية في الدم أو التهاب السحايا، وعلي أية حال لابدّ من مراجعة مقدم الرعاية الطبية لمعرفة السبب واتخاذ الإجراء العلاجي المناسب وفقًا لذلك.[٧][٨]


المغص

من الطبيعي بكاء الطفل بشكل كبير وخاصّة خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، إلّا أن بكاء الطفل الذي يتمتع بصحة جيدة لمدة 3 ساعات أو أكثر في اليوم، ولمدة 3 أيام أو أكثر في الأسبوع دون وجود سبب واضح قد يكون مؤشرًا على معاناته من المغص (بالإنجليزية: Colic)، والذي يكون مصحوبًا بأعراض عدة، مثل: تغير لون الوجه؛ كاحمراره أو شحوبه، والتوتّر الجسدي، وعدم الراحة، ومن الجدير بالذّكر أن المغص لا يعني أن الطفل يعاني من أي مشاكل صحية، كما أنّه سيزول من تلقاء نفسه مع مرور الوقت.[٩][١٠]


التقيؤ

من الطبيعي أن يتقيأ الرضع من حين لآخر، وعادة لا يستمر ذلك أكثر من يوم إلى يومين، وهو لا يدعو للقلق في معظم الحالات، وإنّ السبب الأكثر شيوعا للتقيؤ لدى حديثي الولادة هو التهاب المعدة الفيروسي أو البكتيري الذي يزول بعد بضعة أيام، ومع ذلك، إذا كان التقيؤ مستمرًا فقد يؤدي إلى إصابة الطفل بالجفاف في بعض الأحيان، كما قد يكون مؤشرا إلى حالات أكثر خطورة، لذا لابدّ من استشارة الطبيب من أجل الاطمئنان على صحة الطفل.[١١]


انتفاخ البطن

عادة ما ينتفخ بطن الطفل حديث الولادة بعد تناوله لوجبة كبيرة من الرضاعة، في حين يشعر بليونة في معدته بين الوجبات، ولكن في بعض الحالات قد يصاب الطفل بمشكلة صحية تؤدي إلى معاناته من انتفاخ البطن وبالتالي عدم شعوره بالراحة ومواجهة صعوبة في النوم بسبب الألم، ومع أنّها غالبًا ما تكون ناتجة إمّا عن الإصابة بالإمساك أو الغازات بسبب ابتلاع الهواء ولكنها قد تشير أيضًا إلى مشكلة معوية أكثر خطورة، لذا لابدّ من مراجعة الطبيب لتحديد ذلك، خاصة إن كان لدى الطفل شعور بالانتفاخ، أو إذا لم يكن يتبرّز لأكثر من يوم أو يومين، أو إن كان يعاني من التقيؤ.[١٢][١٣]


الإسهال

يواجه الأطفال حديثو الولادة العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بالجهاز الهضمي، أكثرها شيوعًا هو الإسهال (بالإنجليزية: Diarrhea)، وتتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الإسهال المتكرر عند الطفل منها: العدوى الفيروسية، أو الفطرية، أو البكتيرية، وتناول أطعمة أو أدوية معينة أو وجود حساسية تجاهها، وغير ذلك، وما يتوجب ذكره أن الإسهال قد يسبب فقدان كمية من السوائل والمعادن من جسم الطفل، مما قد يشكل خطورة عليه إذا لم يتم تعويضها، وعليه يجب متابعة الطفل والتعامل معه بالطريقة الصحيحة، واستشارة الطبيب في حال استمرار الإسهال أو ظهور علامات الجفاف.[١٤][١٥]


طفح الحفاض

الطفح الجلدي شائع للغاية عند الأطفال حديثي الولادة ويمكن أن يكون مصدر قلق كبير للوالدين، ولكنه لا يشكل مشكلة حقيقة، وله أنواع عدة، أبرزها طفح الحفاض، وهو التهاب الجلد حول منطقة الحفاض ويظهر على شكل بقع حمراء، ويتم التعامل معه والوقاية منه بالحرص على جفاف منطقة الحفاض وتهويتها جيدًا وتغيير الحفاض المبلل باستمرار.[١٦]


فطريات الفم

فطريات الفم أو القلاع الفموي (بالإنجليزية: Oral Thrush) هو عدوى فطرية شائعة جدًا خاصة لدى الأطفال في السنة الأولى من عمرهم، وتبدو كبقع بيضاء وتشقق في زوايا الفم أو على اللسان أو داخل الخدين، ورغم أنّها تؤدي إلى شعور الطفل بعدم الراحة إلا أنها لا تدعو للقلق، وحقيقة تسببها فطريات المبيضات البيضاء (بالإنجليزية: Candida Albicans)، والتي هي في الأصل موجودة بشكل طبيعي في الجسم، إلا أن أي اختلال في توازن هذه الفطريات قد يؤدي إلى تكاثرها وتسببها في حدوث العدوى، وإنّ هذا الاختلال قد يحدث بسبب ضعف جهاز المناعة الناجم عن مرض معين أو أدوية معينة، أو إن لم يكن جهاز المناعة متطورًا بما فيه الكفاية كما هو الحال عند الأطفال، لذا لابدّ من مراجعة طبيب الأطفال لاتخاذ الإجراء المناسب، إذ قد يصف بعض الأدوية المضادة للفطريات.[١٧][١٨]


اليرقان

اليرقان أو الصفار (بالإنجليزية: Jaundice) هو اصفرار لون جلد وعيون الطفل حديث الولادة نتيجة ارتفاع نسبة مادة البيليروبين في دمه، وهي صبغة كيميائية صفراء اللون يتم إنتاجها نتيجة لتحلل كريات الدم الحمراء بشكل طبيعي في الجسم، إذ يعمل الكبد على إزالة هذه المادة من الدم، ولكن لدى كثير من حديثي الولادة يكون الكبد غير ناضج كفاية ليتخلص منها، وهو ما يؤدي لليرقان، وحقيقةً تزول معظم أنواع اليرقان من تلقاء نفسها في حين يحتاج البعض الآخر إلى علاج لخفض مستويات البيليروبين في الجسم.[١٩][٢٠]


فقر الدم الوليدي

فقر الدم الوليدي (بالإنجليزية: Neonatal Anemia) يحصل عند الأطفال حديثي الولادة بحيث يمتلكون عددًا أقل من الطبيعي من كريات الدم الحمراء، التي تحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، يمكن أن يحدث لعدة أسباب، أبرزها فقر الدم الفسيولوجي؛ الناتج عن نمو الجسم بسرعة في الوقت الذي لا تزال فيه قدرته التصنيعية لخلايا الدم الحمراء منخفضة، ولكن سرعان ما يتمكن الجسم من تعويض هذا الفقر وبناء خلايا دم حمراء جديدة، بالإضافة إلى أسباب أخرى، لذا يجدر مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب، وحقيقة تظهر على الطفل المصاب مجموعة من الأعراض الواضحة ومنها: شحوب البشرة، والشعور بالخمول، وسوء التغذية أو التعب أثناء الرضاعة، وتسارع ضربات القلب وسرعة التنفس أثناء الراحة.[٢١][٢٢]


الضائقة التنفسيّة

في الوضع الطبعي يستغرق طفلك بضعة ساعات بعد الولادة ليشكل نمطًا طبيعيًا للتنفس، ولكن سرعان ما يستقر تنفسه بشكل طبيعي، ولكن إن بدا بعد ذلك أنه يتنفس بطريقة غير عادية فقد يكون يعاني من الضائقة التنفسية الناجمة في الغالب عن انسداد الممرات الأنفيّة لديه، وعادة ما يتم تجاوزها باستخدام قطرات الأنف الملحية ومحاقن خاصة لشفط المخاط، ولكن في بعض الحالات قد يكون ذلك علامة على مشاكل أخرى في التنفّس، لذا لابدّ من مراجعة طبيب الأطفال على الفور، خاصة إذا ظهرت الأمور التحذيرية التالية:[٢٣][٢٤]

  • التنهّد أثناء التنفس.
  • ظهور الجلد بلون أزرق باستمرار.
  • التنفس السريع جدًا.
  • احتقان الأنف.
  • بروز أضلاع الصدر عند التنفس.


انقطاع النفس

يشير انقطاع النفس (الإنجليزية: Apnea) لدى حديثي الولادة إلى الغياب المؤقت للتنفس التلقائي للطفل لمدة 20 ثانية أو أكثر، وتظهر هذه الحالة عادة بعد يوم أو يومين من الولادة وخلال الأيام السبعة الأولى من عمرهم، وقد تحدث لدى الأطفال بسبب ضعف عصبي في إيقاع الجهاز التنفسي لديهم أو بسبب إعاقة تدفق الهواء عبر الممرات الهوائية أو عدم استقرار درجة الحرارة في البيئة المحيطة أو غير ذلك، وتتضمن أعراضه: توقف التنفس أثناء النوم، وتغير لون الجلد بشكل غير طبيعي إلى الزرقة، وبطء ضربات القلب بشكل غير عادي أحيانًا، وحقيقة قد يكون انقطاع النفس مرتبطًا ببعض حالات متلازمة موت الرضع المفاجئ لذا لابدّ من استشارة الطبيب للتشخيص المناسب ومعرفة الطريق المثلى للتعامل مع الانقطاع.[٢٥][٢٦]


إصابات الولادة

يتعرض بعض الأطفال حديثي الولادة إلى إصابات الولادة (بالإنجليزية : Birth Injury) والتي تعرّف بأنها التدمير الهيكلي أو التدهور الوظيفي لجسم الوليد قد تكون ناجمة عن التعامل الخاطئ مع المولود من قبل الطاقم الطبي أو نتيجة حدوث صدمة أثناء عملية الولادة، وتتفاوت ما بين المؤقتة التي يتعافى الطفل منها مع مرور الوقت إلى الدائمة التي لا يمكن التعافي منها، وحقيقة يمكن تجنب مثل هذه الإصابات بتوفير الرعاية المناسبة للمولود والحذر الشديد من قبل فريق الرعاية الصحية أثناء ولادة الطفل، ومن الأمثلة على إصابات الولادة:[٢٧][٢٨]

  • كسر العظام.
  • الشلل الدّماغي.
  • عسر الكتف.
  • نقص الأكسجين.


نصائح عامة للعناية بحديثي الولادة

يمكن لاتباع النصائح والإرشادات التالية أن تساعدك على الحفاظ على طفلك حديث الولادة والعناية به:[٢٩]

  • استشيري الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية حول الطريقة المثلى للعناية بطفلك والتعامل معه.
  • تأكدي من نظافة يديّ كل من يتعامل مع طفلك، لأنّ الجهاز المناعي للمواليد الجدد غير متطور بما فيه الكفاية، لذا فهم معرضون لخطر الإصابة بالأمراض.
  • غيري حفاض طفلك باستمرار، خاصة إن كان مبتلًا لتجنب معاناته من أي مشاكل جلدية.
  • التزمي بإرضاع طفلك رضاعة طبيعية بقدر ما يريد.[٣٠]
  • تجنبي التدخين أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية، ولا تسمحي لأي شخص آخر بالتدخين في نفس الغرفة مع طفلك.[٣٠]

المراجع

  1. "Common Infant and Newborn Problems", medlineplus, 2020-12-04, Retrieved 2020-12-04. Edited.
  2. "Colds and flu in babies and children", healthdirect, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  3. "6 Ways to Protect Your Baby During Cold and Flu Season", healthywomen, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  4. "Children's Cough: Causes and Treatments", webmd, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  5. "Does My Baby Have an Ear Infection?", nationwidechildrens, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  6. "Ear Infections in Children", nidcd, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  7. "Fever in a Newborn", stanfordchildrens, Retrieved 2020-12-04. Edited.
  8. "Fever in Babies", webmd, Retrieved 2020-12-04. Edited.
  9. "Colic", mayoclinic, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  10. "Colic", kidshealth, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  11. vomiting in children and babies&text=The most common cause of,better after a few days. "Vomiting in children and babies", nhsinform, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  12. "Common Conditions in Newborns", healthychildren, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  13. "What Causes Abdominal Distention?", pediatriceducation, Retrieved 8/12/2020.
  14. "What's causing my infant's diarrhea?", mayoclinic, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  15. "Diarrhea in Babies", webmd, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  16. "Diaper rash", mayoclinic., Retrieved 2020-12-04. Edited.
  17. "Oral Thrush", kidshealth, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  18. "Oral thrush", raisingchildren, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  19. "Recognizing Newborn Illnesses", familydoctor, Retrieved 2020-12-04. Edited.
  20. "Jaundice in Newborns", kidshealth. Edited.
  21. "Neonatal Anemia ", ucsfbenioffchildrens, Retrieved 2020-12-04. Edited.
  22. "Anemia in Newborns: Management and Treatment", clevelandclinic, Retrieved 2020-12-04. Edited.
  23. "Recognizing Newborn Illnesses", familydoctor, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  24. "Common Conditions in Newborns", healthychildren, Retrieved 2020-12-04. Edited.
  25. "Apnea, Infantile", rarediseases, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  26. "Apnea in the Newborn", newbornwhocc, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  27. "Birth Injury", birthinjuryguide, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  28. "Birth Injuries in Neonates", pedsinreview, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  29. "A Guide for First-Time Parents", kids health, Retrieved 10/12/2020. Edited.
  30. ^ أ ب "Tips for new parents", The National Health Service, Retrieved 10/12/2020. Edited.