ربما تشعرين بالإرهاق والتعب عند حصول نوبة غضب لطفلك، لكنها تعد أمراً طبيعياً وليس مدعاةً للقلق؛ إذ تبدأ عادة هذه النوبات في عمر 18 شهراً،[١][٢] وهي جزء من عملية النمو والتطور لطفلك.[٣]


خطوات التعامل مع نوبات غضب الأطفال

تعّد نوبة الغضب هي طريقة الطفل للتعبير عن إحباطه أو غضبه لعدم حصوله على الشيء الذي يريده، أو نتيجة عدم رضاه عن شئء ما،[٣] وباتباع هذه النصائح الآتية يمكنك التعامل مع هذه النوبات:[٢]

  • ابحثي عن سبب حدوث نوبة الغضب: قد يكون طفلك متعب أو جائع، لا يملك الطفل طريقة للتعبير عن شعوره إلا باستخدام نوبة الغضب، ففي بعض الحالات يلجأ الطفل لها للتعبير عن جوعه أو غضبه، أو لشعوره بالغيرة أو الإحباط من أطفال آخرين، فتأتي نوبة الغضب كوسيلة لجذب الاهتمام له، ولحاجتهم بالشعور بحبك له، أو لحاجته للمزيد من الوقت معك، وفي هذه الحالة يمكنك مواجهة نوبة الغضب وحلها بسهولة.
  • تفهمي وتقبلي غضب طفلك: حيث إن الطفل له العديد من الأحاسيس والمشاعر، لكنه لا يملك الوسائل والطرق المناسبة للتعبير عنها.
  • ناقشي طفلك بعد أن تنتهي نوبة الغضب: إن محاولة مناقشة طفلك أثناء نوبة الطفل لن يفيدك شيء، وسيتسبب بإغضابك أنتي أيضاً، والبدء بالصراخ المتبادل الذي يمكن أن يزيد من حدة ومدة نوبة الغضب، لذلك احرصي على المحافظة على هدوئك أثناء غضب طفلك.
  • حاولي حمل أو حضن طفلك بحزم حتى انتهاء النوبة: قد تكون هذه التقنية مفيدة لبعض الأهل خصوصاً إن كان سبب النوبة الحزن وليس الغضب، وكان الأهل قادرون على المحافظة على هدوئهم.
  • حافظي على هدوئك أو حتى ادعى ذلك: خذي نفس عميق، وتحكمي بمشاعرك، وتكلمي بصوت هادئ ومنخفض، وتصرفي بروية وعقلانية، وخذي وقت لنفسك عند الحاجة، حيث إنّ الغضب والإحباط قد يسبب ارتكاب بعض الأخطاء مثل: الصراخ والضرب، وفي كل الحالات فإن ذلك لن يفيد نوبة الغضب.[٤][٥]
  • شتتي انتباه طفلك: إن انتباه الطفل عابر ويمكن تحويله بسهولة، عند ظهور العلامات الأولى لبدء حدوث نوبة الغضب حاولي تشتيت انتباه طفلك عن طريق ممارسة أي نشاط يفضله، مثل: فتح كتاب، أو الذهاب بنزهة إلى الحديقة، أو باللعب معه وإضحاكه حتى ينسى السبب الذي جعله يحزنو ويغضب.[٤]
  • تجاهلي نوبة الغضب إن استطعت: وذلك حتى يفهم طفلك أن هذه ليست الطريقة الصحيحة للتعبير عن مشاعره، وأنّ هذا تصرف غير مقبول ولن يستطيع الوصول إلى ما يريد بهذه الطريقة.[١]
  • ابقي عينك على طفلك: خصوصاً عند حدوث نوبة الغضب في الأماكن العامة، حيث إن الأطفال الذين يشكلون خطراً على نفسهم أو غيرهم عند حصول نوبة الغضب، يجب مراقبتهم باستمرار، والحرص على أخذهم إلى مكان هادئ، وآمن حتى انتهاء نوبة الغضب.[٦][١]
  • كوني حازمة مع طفلك: إذا كان سبب حدوث نوبة الغضب هو عدم حصوله على الشيء الذي يريده، لا تقومي بإعطائه له، فلا تجعلي من نوبة الغضب وسيلة ليحصل على ما يريده بسهولة، ولا تهدئي طفلك بإعطائه الحلويات أو الجوائز حتى تنتهي نوبة الغضب، لأنه سيعتاد على ذلك،[٢][٧] وإذا كان سبب نوبة الغضب هو عدم رغبة الطفل في عمل شيء، اعرضي عليه مساعدتك، واشرحي له خطوات القيام بالعمل، بدلاً من إجباره على القيام بما لا يريده.[٧][٣]
  • حافظي على أمان طفلك: في حالة حدوث نوبة الغضب في مكان قد يشكل خطراً على حياة الطفل، ويتسبب بإيذائه أو إيذاء غيره، أو تدمير ما حوله، يجب عليك التصرف بهدوء وبسرعة وإخراجه بعيداً عن الخطر.[٥]


أمور يجب تجنب القيام بها عند التعامل أثناء نوبات غضب الأطفال

نذكر فيما يأتي مجموعة من الأمور التي يجب تجنب فعلها أثناء نوبة غضب الطفل:[٦]

  • التنازل والتراجع عن قرارك: كما ذكر سابقاً لا تكافئي طفلك بجائزة أثناء نوبة غضبه، وتجنبي تنفيذ ما يريد، لأن ذلك يثبت له أن نوبات الغضب هي الحل الأفضل للوصول لما يريد.
  • الضرب والتعنيف: حيث إنّ الضرب ليس حل لأي مشكلة خصوصاً مشكلة نوبات الغضب، كما أنّه لا يوصل رسالة للطفل بأن يحسن من تصرفاته، وذلك لأنه في الكثير من الأحيان لا يفهم الطفل سبب تعرضه للضرب، وبالإضافة إلى ذلك يقلد الأطفال الأهل بجميع تصرفاتهم سواء أكانت سيئة أم جيدة، فعند استخدام هذه الوسيلة فإنك ترسلين رسالة لطفلك بأن العنف والضرب شيء مقبول ومن الممكن أن يستخدمه مع أشخاص آخرين، كما أنّ الضرب يترك آثاراً سيئة جسدياً ونفسياً في الطفل، وفي بعض الحالات قد يستمر الطفل بالتصرفات السيئة لجذب انتباهك حتى يتلقى الضرب.[٥]


أمور يجب القيام بها بعد انتهاء نوبة الغضب عند الطفل

عند انتهاء نوبة الغضب يمكنك التحدث مع طفلك حول ما حدث، بالإضافة إلى ضرورة القيان بالأمور الآتية:[١]

  • امدحي طفلك لتهدئة نفسه: ركزي على السلوك الإيجابي والاختيارات الجيدة التي يقوم بها الطفل، وركزي على المدح بقدرته على السيطرة على مشاعره، وإنهائه لنوبة الغضب، لمساعدته على معرفة السلوكيات والأفعال المقبولة.
  • حاولي الإقرار بمشاعر الطفل: احرصي على إخبار طفلك بأنك تتفهمين شعوره بالغضب والإحباط، واعرضي عليه المساعدة دائماً، في الكثير من الأحيان يكون سبب نوبات الغضب هو جذب الانتباه، لذلك فإن التعرف والإقرار بمشاعر الطفل يخفف من عواطفه.
  • علمي طفلك كيفية تسمية ووصف مشاعره: لا يملك الأطفال في العادة المصطلحات والكلمات ليصفوا مشاعرهم المختلفة، لذلك يجب تعليمهم التسميات التي يحتاجونها للتعبير عن مشاعرهم بدلاً من استخدام نوبات الغضب.
  • علمي طفلك كيفية التعامل مع المشاعر القوية: ساعدي طفلك على تعلم كيفية التعامل مع المشاكل التي يواجهها من دون أن يحزن ويحبط، وكذلك علميه على أن يركز على مواجهة هذه المشاكل وإيجاد الحلول بنفسه، وهذا بدوره سيساهم بوصول الطفل إلى استقلاليته ويجعله أقل عرضة لنوبات الغضب.
  • كوني قدوة حسنة لطفلك: فمثلاً عندما الشعور بالضيق والإحباط عبري عن ذلك بطرق صحية بعيداً عن الصراخ والغضب، وذلك لأن الأطفال يتخذون أهلهم قدوة في كل شيء لكنهم يعتمدون على ما يشاهدونه وليس ما يقال لهم.
  • أخبري طفلك أنك تحبينه دائماً: يكون الطفل بعد انتهاء نوبة الغضب ضعيفاً وحزيناً لمعرفته بأن العمل الذي قام به غير مقبول، لذلك يجب طمأنته، وحضنه، والتركيز على إخباره عن مدى حبك له.[٦]


طرق تساعد على تجنب حدوث نوبة الغضب عند الطفل

قد لا يكون هنالك طريقة مضمونة تمنع حصول نوبات الغضب عند الأطفال، إلا أنه تتوفر العديد من النصائح الصحية التي تحفز السلوك الإيجابي عندهم منذ الصغر، ونذكر فيما يأتي بعضاً منها:[٣]

  • اثبتي على روتين يومي: وذلك من خلال تحديد أوقات الطعام والقيلولة، والنوم، والالتزام بهذه الأوقات قدر المستطاع، وذلك لأنّ حدة طباع الطفل يمكن السيطرة عليها عندما يحصل على القسط الكافي من الراحة والنوم، كما أن ترسيخ روتين يومي لطفلك يساعده على توقع ما الذي سيحدث في يومه.
  • امنحي طفلك حرية الاختيار: وذلك لإعطاء الطفل إحساس بأنه المسيطر على حياته بتخييره بكل خطوات يومه.
  • امدحي السلوك الجيد لطفلك: لاحظي التصرفات الجيدة والإيجابية التي يقوم بها طفلك، وأعطيها كل اهتمامك، وامدحي طفلك بحضنه وإخباره دائماً بأنك فخورة به.
  • تجنبي كل ما يثير نوبات غضب طفلك: تعرفي على المواقف والأماكن والأشخاص التي تثير غضب طفلك واحرصي على تجنبها.
  • اختاري الأفضل: ففي بعض الأحيان يمكن التنازل للطفل وخصوصاً في الأمور البسيطة، لزيادة ثقته بنفسه.[٤]
  • تواصلي مع طفلك: لا تقللي من قدرات طفلك على فهمك واستيعابك، فأخبريه بالنشاطات التي ستقومون بها في هذا اليوم مسبقاً، واحرصي على تنبيهه وإعطائه وقت لتحضير نفسه عند الانتقال من نشاط إلى آخر، أو من مكان إلى آخر.[٤]


للمزيد: إليك أهم القواعد التربوية في فن التعامل مع الأطفال


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Temper Tantrums", my clevelandclinic, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Temper tantrums", nhs, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Temper tantrums in toddlers: How to keep the peace", mayoclinic, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "How to Handle a Temper Tantrum", webmd, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Dealing with tantrums", plunket, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Temper Tantrums", kidshealth, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Tantrums: why they happen and how to respond", raisingchildren, Retrieved 12/4/2021. Edited.