تختلف سرعة تعلّم الطفل المُصاب بالتوحّد عن الطفل الطبيعي، إذ يرتبط التوحد بحدوث اختلافات في الدماغ، فتلاحظ تأخّرًا في تطوّر مهارات الطفل اللغوية وقدراته على التعلّم، بالإضافة إلى صعوبة تواصله مع الآخرين، مما يستوجب اتباع استراتيجيات محددة لمساعدته على التعلّم وتخطّي هذه الصعوبات.[١][٢]


كيفية تعليم طفل التوحد

مع تزايد أعداد الأطفال المُصابين بالتوحدّ من الضروري أن يكون جميع المعلمين على قدر من الكفاءة تمكنهم من التعامل معهم، ومن الطرق التي تساعد على تعليم هؤلاء الأطفال ما يأتي:[٣]

  • استخدام الصور وأسلوب التعليم البصري في التعليم: يكون استخدام الصور والرموز والبطاقات التعريفية بالنسبة للأطفال المُصابين بالتوحد أفضل بكثير من الشرح المطوّل لهم عن الأشياء، فيمكن استخدام هذه البطاقات المرئية للتذكير بقواعد الفصل الدراسي، وأماكن الأشياء.
  • الابتعاد عن استخدام الجمل الطويلة لشرح الخطوات أو إعطاء الإرشادات: يعاني طفل التوحد من صعوبةٍ في تذكر الترتيب أو التسلسل الصحيح لشيء أو فعل ما، لذا في حال كان الطفل يستطيع القراءة اكتبي له الخطوات على ورقة ليتمكن من تذكرها، كذلك في حال حاجته لتذكر رقم هاتف ما.[٤]
  • استخدام لغة بسيطة، مع إعطاء خيارات واضحة ومحدودة: يجب استخدام لغة بسيطة مجردة خالية من أي تشبيهات عند التعامل مع الأطفال المُصابين بالتوحد، كما من الضروري إعطائهم خيارات محدودة وواضحة في أي شيء داخل المدرسة أو خارجها، فمثلًًا عند سؤال الطفل "ما هو المثلث؟" أعطيه شكلين فقط للاختيار بينهما.[٥]
  • التركيز على مجال اهتمام طفل التوحد: يهتمّ العديد من الأطفال المُصابين بالتوحد بالرسم، أو برمجة الكمبيوتر، وتشجيع هذه المواهب يساعد على تطوير العديد من المهارات لدى الطفل، بحيث يستطيع استخدامها للعمل في المستقبل.[٤]
  • توظيف اهتمام الطفل والمواضيع التي يحبها في تحسين أدائه المدرسي: يهتمّ الأطفال المُصابين بالتوحد عادةً بموضوع معين، ويركزون عليه، كالاهتمام بالقطارات أو الخرائط، ويمكن توظيف ذلك لتحسين الحافز الدراسي عند طفل التوحد وتعليمه القراءة أو عمليات الجمع والطرح، فإذا كان طفلكِ يحب القطارات مثلًا، فبإمكانكِ شراء الكتب التي تتحدث عن القطارات وتاريخها وتعليمه القراءة من خلالها، أو يمكن استخدام مسائل لها علاقة بالقطارات لتعليمه العمليات الحسابية، كحساب المدة التي يستغرقها القطار للانتقال من مدينة إلى أخرى، وهكذا.[٤]
  • استخدام الأدوات المرئية الملموسة لتعليم الأرقام ومفاهيمها: كالألعاب التي تساعد على تعليم الأرقام والتي تتوفر بأشكال مختلفة كقطع المكعبات، وتساعد هذه أيضًا على تعليم الطفل مهارتي الجمع والطرح، أو تعليم الطفل الكسور عن طريق تقطيع حبات الفواكه إلى أرباع، أو أثلاث، وهكذا.[٦]
  • مساعدة الطفل على الكتابة على الكمبيوتر، بدلاً من الكتابة بخط اليد: إذ يواجه العديد من أطفال التوحد صعوبة في التحكّم في حركة اليد، بالتالي تكون كتابة خط اليد لديهم غير مرتبة، الأمر الذي قد يشكّل إحباطًا للطفل، لذلك علّميه الكتابة على الكمبيوتر.[٦]
  • اللجوء إلى أساليب مختلفة لمعرفة الطريقة الأفضل لتعليم لطفل: فمثلًا يتعلم بعض الأطفال المُصابين بالتوحد القراءة عن طريق تعلُّم الصوت الذي يُلفظ به كل حرف ثم ربط الأصوات معًا، في حين يُفضّل آخرين تذكُّر الكلمة ككّل عند التعلُّم، وذلك باستخدام البطاقات والصور التعريفية التي تحتوي على الكلمة مع الصورة التي تمثلها، كما أنّ بعض الأطفال المُصابون بالتوحد لا يستطيعون فهم المعلومات المرئية والسمعية في الوقت ذاته، نظرًا لعدم تطوّر جهازهم العصبي بالقدر الكافي، وبالتالي يجب أن يُطلَب منهم إمّا السمع لصوت أو النظر لشيء ما دون الدمج بينهما في نفس الوقت.[٦]
  • توفير فرصٍ للتواصل مع طفل التوحّد وتشجيع محاولات الطفل على التواصل: فمثلًا حاول منحه الفرصة لإكمال الجملة دون أن تكمليها أنت عند قراءة قصة مألوفة لديه،[٧]وعلّمه المهارات الاجتماعية اللازمة للتواصل مع الآخرين، وعلّمه بشكل مباشر كيف تؤثر تصرفاتنا في الآخرين، وماذا يترتب عليها.[٣]
  • صنع بيئةً مناسبة لتعليم طفل التوحد: يمكن للعديد من الأمور أن تسبِّب تشتت انتباه الطفل المًُصاب بالتوحد، وتمنعهم من التركيز، كالأضواء الساطعة، أو الضوضاء، أو بعض الروائح، أو الأصوات الصادرة عن الطلاب الآخرين، لذا قد يساعد استخدام الألوان الهادئة في طلاء جدران الغرف الصفية، وتجنُّب وضع الكثير من الملصقات عليها، على التقليل من تشتُّت الطفل.[٣]
  • الحرص على منح الطالب جدولًا دراسيًا يساعده على تنبؤ ماذا سيحدث خلال اليوم: فذلك من شأنه أن يُقلِّل من القلق والفضول الذي قد يشعر به الطفل المُصاب بالتوحّد عند تواجده في الغرفة الصفية، ويُساعد على زيادة تركيزهم في العمل الذي يقومون به، وفي حال حدوث أي تغييرات غير متوقعة بالجدول الدراسي، فحاول استغلال ذلك بتعليم الطفل كيف يستجيب للتغيرات التي قد يواجهها في حياته.[٣]
  • التعامل مع الطفل المُصاب بالتوحد على أنّه طالب أولًا: فمن الضروري إظهار التفهُّم والاحترام له، ومن الضروري التحلي بالصبر عند التعامل معهم، كما يجب مديحه والاحتفال بنجاحه عند إنجازه ما يُطلَب منه،[٣]أو عندما يتعلّم مهارةً جديدة، أو عندما يكون سلوكه جيدًا، كالسماح له بلعب لعبته المفضّلة، أو وضع مُلصق جميل له.[٨]
  • توجيه الطفل بلطف في حال الحاجة لذلك: فمن الضروري استخدام لغة لطيفة في حال وجود حاجة لتوجيه ونقد ممارسات الطفل، دون صراخ أو استخدام صوت عالٍ، فالصراخ قد يمنع الطفل المُصاب بالتوحد من استيعاب ما تقوله.[٥]
  • التعامل مع الطفل باتساق وبذات الطريقة: فمن الضروري التعامل مع الطفل المُصاب بالتوحد، والاستجابة لسلوكياته بنفس الطريقة، كما من الضروري محاولة متابعة الأساليب التي يتبعها المعالجون في المنزل أو المدرسة، إذ إنّ الالتزام بنسق واحد يعد الطريقة الأفضل لتعليم الأطفال المُصابون بالتوحد.[٨]
  • التعرّف على أسباب شعور الطفل بالضيق والانزعاج ومحاولة تجنبها: فقد يشعر طفل التوحّد بالغضب عندما لا يتمّ فهم إشاراته غير اللفظية، وبذلك يجذبون انتباه من حولهم بنوبات من الغضب، لذلك من الضروري التعرُّف على الإشارات غير اللفظية للطفل والاستجابة لها، قبل دخوله في حالة من الغضب والصراخ.[٨]
  • تخصيص وقت لمرح الطفل: يعد وقت اللعب أكثر الأوقات التي يشعر فيها الطفل بالاستمتاع سواء كان مُصابًا بالتوحد أو لا، كما أنّ اللعب يعد جزءًا أساسيا من تعليم الطفل، وله العديد من الفوائد، كما يمكن استغلال أوقات اللعب بتضمين بعض المفاهيم التعليمية أو العلاجية.[٨]


نصائح لتعليم الطفل المُصاب بالتوحد

حتى تكون عملية تعليم الطفل المُصاب بالتوحّد بالطريقة الأفضل لها، يوجد عدد من النصائح تساعد المعلمين في المدارس على التعامل مع هؤلاء الأطفال، وهي:[٩]

  • التواصل مع الأب أو الأم: يساعد إجراء محادثة عن الطفل المُصاب بالتوحّد مع الأب والأم على فهم الصعوبات التي يعاني منها، كما أن طلب التقارير والتقييمات التي خضع لها الطفل قد تساعد على فهم أفضل لحالة الطفل.
  • تحديد نقاط قوة الطفل: راقب الطفل عن كثب لتحديد المهارات التي يمتلكها، وما يميزه عن الآخرين، فكل طفل لديه العديد من نقاط القوة.
  • طلب مساعدة من مدرّسين آخرين: يمكن طلب المساعدة من معلم آخر تكون وظيفته الأساسية متابعة حالة الطفل المُصاب بالتوحد، والجلوس معه، وإرشاده، والتعامل مع نوبات غضبه وضيقه، الأمر الذي يمكِّن المعلم الأساسي من الحفاظ على نظام الصف الدراسي ككل، كما يمكن استشارة المستشار السلوكي في المدرسة.


لعلك تساءلت: ما الفرق بين التوحد وصعوبات التعلم؟


المراجع

  1. "Signs and Symptoms of Autism Spectrum Disorders", cdc, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  2. "How autism spectrum disorder affects learning and development", raisingchildren, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "6 Tips for Teaching Students With Autism", teachforamerica, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Teaching Tips for Children and Adults with Autism", indiana, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "TECHNIQUES FOR TEACHING STUDENTS WITH AUTISM SPECTRUM DISORDER", online, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Teaching Reading to Students with Autism", readinghorizons, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  7. "Tips for Teaching Young Children with Autism", unl, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Helping Your Child with Autism Thrive", helpguide, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  9. "How to Support a Child with Autism in the Classroom", autismspeaks, Retrieved 26/1/2021. Edited.