وِفقًا لمُنظّمة الصّحة العالميّة (بالإنجليزية: World Health Organization - WHO)، الرضاعة الطبيعية من أكثر الطرق فعالية لضمان صحة الطفل والحفاظ على حياته، إذ إنّ حليب الأم هو الغذاء المثالي للرضع، فيوفر حليب الأم كل الطاقة والمغذيات التي يحتاجها الرضيع في الأشهر الأولى من عمره، وهو غذاء آمن ونظيف، وقد لوحِظ بأنّ للرضاعة الطبيعية فوائد جمة لكل من الأم والطفل.[١]


الرّضاعة الطّبيعيّة

تُعرَف الرضاعة الطبيعية بأنها إرضاع الطّفل الحليب مباشرةً من ثدي الأُم، ويُعدّ اتخاذ قرار الرضاعة الطبيعية مسألة شخصية تعود للأُم، لكن يجب التذكير بالتوصية الشديدة للعديد من الخبراء الطبيين، بما في ذلك الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، والكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG) على الرضاعة الطبيعية فقط خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، وذلك دون إعطاء الطفل أي حليب صناعي، أو عصير، أو ماء.[٢]


فوائد الرّضاعة الطّبيعيّة للطّفل

تُعدّ الرضاعة الطبيعية مفيدة لكل من الأطفال الرضع والأمهات، إذ إنّ حليب الأم هو أفضل مصدر للتغذية لمعظم الأطفال، ومع نموّ الرضيع، ومن فوائد الرّضاعة الطّبيعيةّ للطّفل:[٣][٤]

  • يُعدّ حليب الثّدي نظيفًا ومُعقّمًا، ولا خوف من أن يكون ملوثًا.
  • يسهل هضم البروتين والدهون الموجودة في حليب الثّدي بدرجة أكبر من تلك الموجودة في الحليب الصناعي، كما يسهُل امتصاص مُغذّياته الأُخرى الدّقيقة من قبل الطفل.[٣][٤]
  • تتغيّر تركيبة حليب الثّدي وِفقًا لاحتياجات الطّفل الغذائية ونموّه.[٣][٤]
  • يساعد على وقاية الطفل من الإصابة بأنواع مختلفة من العدوى، إذ يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة تعزِّز من مناعة الطفل.[٣][٤]
  • يمكن أن تساعد الرضاعة الطبيعية في حماية الرضيع من بعض الأمراض مستقبلًا، مثل:[٣][٤] 
  • الربو.
  • البدانة والسّمنة.
  • مرض السكر النوع الأوّل.
  • أمراض الجهاز التنفسي السفلي الشديدة.
  • التهاب الأذن الوسطى الحاد.
  • متلازمة موت الرضيع المفاجئ (بالإنجليزيّة: SIDS)، وهي موت الطفل دون عمر السنة دون وجود سبب واضح، و تحدُث عادةً أثناء نوم الرّضيع دون ظُهور أي أعراض مُسبقة، بل يكون الطفل يتمتع بصحة جيدة.[٥]
  • التهابات الجهاز الهضمي والإسهال والقيء.[٦]
  • التهاب الأمعاء والقولون الناخر للرُّضّع (بالإنجليزيّة: NEC)، وهو موت أنسجة الأمعاء، وغالبًا ما يحدُث هذا الالتهاب عندَ الأطفال الخُدّج أو المرضى.[٦]
  • تساعد الرضاعة الطبيعية على نموّ الفّم واللّثة وبراعم التّذوق في اللّسان بشكلٍ مثاليّ، بالإضافة إلى أنّه يُخفض فُرص تسوّس الأسنان في مرحلة الطّفولة.[٤] 
  • لا يُعدّ الحليب الطّبيعي مُكلفًا مثل الحليب الصّناعي.[٣]
  • سهولة إرضاع الطّفل وقتما تشاء، إذ ليس عليك غسل الزجاجات أو خلط الحليب الصناعي وتحضيره.[٤] 


للمزيد: 7 عوامل لنجاح الرضاعة الطبيعية تعرفي عليها


أوقات الرّضاعة الطّبيعيّة 

يرغب الأطفال الرُّضّع بالرّضاعة الطّبيعيّة عندَ الشّعور بالجوع، لذلك أطعمي طفلك كلما رغب أن يرضع، وتعلمي كيف تعرفين أن طفلك جائع، ولمعرفة الوقت المُناسب لإرضاع طفلك نتيجة شُعوره بالجُوع عليك مُلاحظة ما يأتي:[٧]

  • إذا قام طفلك بحركات مُعيّنة بشفتيه تُشبه حركة المصّ أثناء الرّضاعة.
  • إذا كُنتِ تحملين طفلك ولاحظتِ استدارته نحو الثّدي.
  • إذا لاحظت أنّ طفلك يضع يديه على فمه.
  • إذا كان الطّفل مُتحمّسًا.

ويجب الإشارة إلى أن بكاء الطفل من العلامات المتأخرة لشعور الطفل بالجوع، ويواجه الأطفال الذين يبكون صعوبة أكبر بإمساك الثدي، لذا من الضروري إرضاع الطفل فور شعوره بالجوع وظهور أي من العلامات المبكّرة السابق ذكرها، ويعتمد عدد المرات التي يجب أن يرضع فيها الطّفل على ما إذا كان الطّفل يفضل وجبات صغيرة متكررة أو وجبات أطول، الأمر الذي سوف يتغير مع نمو الطّفل، وغالبًا ما يرغب المواليد الجدد في الرضاعة كل 2-3 ساعات، وبحلول شهرين، سيرغبون بالرضاعة كل 3-4 ساعات، وبحلول ستة أشهر، يرضع معظم الأطفال كل 4-5 ساعات، ومن الضروري إعطاء طفلك الوقت الذي يرغبه بالرضاعة حتى يشبع، ويكون هذا بالغالب لمدة 15 إلى 20 دقيقة لكل ثدي، كما يجب أن تحاولي أن ترضعي طفلك من كلا الثديين في كل رضعة، وتأكدي من أن طفلك ينهي أحد الثديين قبل البدء في الآخر، إذ يجب أن يتركه طفلك بمفرده بمجرد الانتهاء من الرّضاعة.[٢][٧]


كيف أعرف أن طفلي حصل على ما يكفي من حليب الثدي؟

يُمكنكِ تمييز إذا كان طفلك قد حصل على ما يكفيه من حليب الثّدي عن طريق الانتباه لعدّة أُمور، مثل:[٨]

  • الانتباه لطريقة مصّ الطّفل للحليب أثناء الرّضاعة، إذ يجب أن يكون فم طفلك مفتوحًا على سعته وشفتيه مقلوبتين أثناء الرضاعة من الثّدي، وتستطيع الأم سماع صوت ابتلاع طفلها للحليب، وخلال الرضاعة يبدأ الطفل بفتح فمه واسعًا، ثم يتوقف قليلًا، ومن ثم يغلق فمه، فيدل وجود هذا التسلسل معظم وقت الرضاعة على أنّ الطفل يحصل على ما يكفي من حليب الثدي.
  • الانتباه للون بُراز طفلك وعدد مرّات التّبرّز، فيتميز براز الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية فقط بأنّه ذو لون أصفر، وقد يكون سائلًا، أو عجينيًا، أو محبَّبًا، لكن يجب الإشارة إلى أن لون البراز يكون داكنًا مائلًا للأخضر خلال أول يومين بعد الولادة، ومع مُرور الوقت واستمرار الرّضاعة سيبدأ بُراز الطّفل بالتّحول تدريجيًّا للون البني ثمّ الأصفر، وإنّ الحدّ الأدنى لتبّرّز الطّفل الرّضيع في اليوم هو مرّتين.
  • الانتباه للون البول وعدد الحفاضات المبللة، إذ عندما يحصُل طفلك ما يكفيه من حليب الثدي، يجب أن يكون لون البول أصفر شاحبًا صافيًا، وليس له رائحة، وفي الأيام الستة الأولى من حياة الطفل، يكون عدد الحفاضات المبللة للطفل الذي يحصل على كفايته من الحليب مساويًا لعمره بالأيام، أما بعد ذلك فيكون عدد الحفاضات المبللة من 6 إلى 8. 
  • الانتباه لوزن الطفل وطوله، ويكون ذلك عند مراجعة الطبيب أو عند تطعيم الطفل، لمعرفة ما إذا كان اكتساب الطفل للوزن والطول طبيعيًا.
  • الانتباه لحالة الطفل العامة، فالطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية قد يبكي أحيانًا بقوة، ويكون مرتاحًا في أوقات اخرى، كما يبدو فمه مبتلًا.


وضعيات مُناسبة لإرضاع الطّفل 

يمكنك حمل طفلك بعدة طرق عندَ إرضاعه رضاعةً طبيعيّة، ومنها:[٩]

  • وضعيّة المهد.

كل ما عليك معرفته عن الرضاعة الطبيعية


  • الاستلقاء على إحدى الجانبين.

كل ما عليك معرفته عن الرضاعة الطبيعية

  • وضعيّة كُرة القدم.

كل ما عليك معرفته عن الرضاعة الطبيعية

  • وضعية المهد المعاكس.

كل ما عليك معرفته عن الرضاعة الطبيعية

  • وضعية الاتكاء

كل ما عليك معرفته عن الرضاعة الطبيعية

لتعرفي أكثر عن كيفية اختيار وضعية الرضاعة الطبيعية الأنسب لكِ ولطفلك وخطوات تطبيق كل منها تابعي قراءة المقال الآتي: 5 وضعيات صحيحة للرضاعة الطبيعية


إلى متى ستستمر الرّضاعة الطّبيعيّة

قد تتساءل مُعظم الأُمهات عن الوقت المُناسب لإيقاف الرّضاعة الطّبيعيّة للطّفل، أو إلى متى ستستمر الرّضاعة الطّبيعيّة للطّفل، وبالواقع، إنّ الأمر متروك للأُم والطّفل حول إيقاف الرّضاعة الطّبيعيّة، ولكن يُوصى دائمًا بإرضاع الطّفل رضاعةً طبيعيّة حصرًا خلال الستّة أشهر الأُولى كما ذُكرَ سابقًا، كما توصي منظمة الصحة العالمية بالاستمرار بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية بعد ذلك إلى جانب الأطعمة التي يتناولها حتى عمر السنتين.[١٠]


لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة فيما يتعلّق بإيقاف الرضاعة الطبيعية، ولكنّ الطّريقة المُثلى هي التّوقّف عن إرضاع الطّفل رضاعةً طبيعيّة بشكل تدريجي، ويساعد نمو الطفل وزيادة حاجته للأطعمة الأخرى على ذلك، وفي الحقيقة قد يستغرق التوقف التام عن الرضاعة الطبيعية من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر.[١٠]


نصائح لإمساك الطفل الثدي بالطريقة الصحيحة

إنّ إمساك الطّفل بالثّدي إمساكًا صحيحًا يُعدّ مُفتاح الرّضاعة الطّبيعيّة النّاجحة، وفيما يأتي مجموعة من النّصائح المُهمّة حول ذلك:[١١]

  • احملي طفلك، وقرّبي حلمة الثّدي من مُستوى أنف الطّفل.
  • أميلي رأس طفلك للخلف حتى تُلامس شفته العلوية حلمة الثدي، لأنّ هذا سيُساعده على فتح فمه باتّساع.
  • عندما تُلاحظي أنّ طفلك يفتح فمه باتّساع، ضعيه على ثديك.
  • وجهي حلمة الثّدي إلى سقف فم الطّفل.
  • ستشعُرين بأنّ ذقن طفلك يضغط على صدرك عند نجاح العملية.
  • من المُهم أن يستطيع طفلك التنفُّس من خلال أنفه بسهولة أثناء الرضاعة، وفي حال كان أنف رضيعك مسدودًا، فقربي مؤخرته منك، الأمر الذي يساعد على إمالة رأسه والتنفُّس بسهولة.
  • في حال إمساك طفلك للثدي بالطريقة الصحيحة، فسيظهر جزء أكبر من الهالة -المنطقة الغامقة المحيطة بحلمة الثدي- فوق الشفة العليا للرضيع، مقارنة بما يظهر أسفل الشفة السفلية له، كما وستبدو خدودهم ممتلئة.


نصائح للأم حول الرّضاعة الطّبيعيّة

فيما يأتي مجموعة من النّصائح المُختصرة حول الرّضاعة الطّبيعيّة:[١٢]

  • اقرأي واطلبي النّصح حول موضوع الرّضاعة الطّبيعيّة من ممرضات الأمومة أو استشاري الرضاعة بالمستشفى.
  • ادعمي رأس الطفل بإحدى يديك وادعمي ثديك باليد الأخرى أثناء الرّضاعة.
  • دغدغي شفاه طفلك السفلية بحلمة الثدي لتشجيعه على فتح فمه باتّساع.
  • إذا كنت بحاجة إلى إيقاف عمليّة الرّضاعة فعليكِ أولًا إدخال إصبعك في زاوية فم طفلك ليترك حلمة الثّدي.
  • عوّدي طفلك الرّضيع أن ينام في سرير مُنفصل وحده في غرفتك ذاتها.
  • امتنعي عن استخدام اللهاية خصوصًا خلال الأسابيع الثلاثة إلى الأربعة الأولى، حتى يستطيع طفلك التعوّد على طريقة الرضاعة من الثدي جيدًا.
  • بعد كل رضعة اتركي الحليب يجفّ طبيعيًّا عن حلمة الثّدي، أو جففيه عن طريق التربيت برفق.
  • اتّبعي نظامًا غذائيًّا صحيّا واكثري من شرب السوائل.
  • قلّلي من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، لكن لا بأس من تناول كميات معتدلة منها إذا لم تلاحظي تأثُّر نوم رضعيك بما تتناوليه من هذه المشروبات.
  • امتنعي عن التدخين، أو التعرُّض لدخان سجائر الآخرين. 
  • حاولي الحصول على قسط كافي من الراحة والنوم.
  • استشيري طبيبك قبل الإقدام على تناول أي دواء خلال فترة الرضاعة الطبيعية.


للمزيد: أسباب رفض طفلك الرضاعة الطبيعية.. تعرّفي عليها!

المراجع

  1. "Breastfeeding", who, Retrieved 27/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Breastfeeding", webmd, Retrieved 27/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Frequently Asked Questions (FAQs)", cdc, Retrieved 27/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Benefits of Breastfeeding for Mom and Baby", whattoexpect, Retrieved 27/1/2021. Edited.
  5. "Sudden infant death syndrome (SIDS)", mayoclinic, Retrieved 27/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Necrotizing enterocolitis", medlineplus, Retrieved 27/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Breastfeeding: Hints to Help You Get Off to a Good Start", familydoctor, Retrieved 27/1/2021. Edited.
  8. "Breastfeeding: How do you know your baby is getting enough milk?", aboutkidshealth, Retrieved 27/1/2021. Edited.
  9. Cross-Cradle or Crossover Hold&text=Instead of supporting your baby's,the back of your baby "Nursing Positions", kidshealth, Retrieved 27/1/2021. Edited.
  10. ^ أ ب World Health Organization recommends,about the benefits of breastfeeding "How to stop breastfeeding", nhs, Retrieved 27/1/2021. Edited.
  11. "2. Positioning and attachment", hse, Retrieved 27/1/2021. Edited.
  12. "Healthy Lifestyle Infant and toddler health Print", mayoclinic, Retrieved 27/1/2021. Edited.