اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) هو أحد الحالات الصّحية المزمنة التي تصيب الأطفال، وغالبًا ما تستمرُّ في مرحلة البلوغ،[١]ويتضمَّن هذا الاضطراب مجموعة من أعراض التوحد ومشاكله المتمثلة بصعوبة التركيز أو فرط النشاط والسلوك الاندفاعي، أو قد تظهر كلا الأعراض على الطفل، لكن من الجيد ذكره أنه مع التقدم في العمر تقلُّ الأعراض في بعض الأحيان، إلا أنه يصعب لدى بعض الأطفال تخطَّي الأعراض المرافقة لهذا الاضطراب تمامًا، لكن يُمكنهم تعلُّم الاستراتيجيات ناجحة تساعد على العلاج.[١]


نسبة انتشار فرط الحركة وتشتت الانتباه

تصل نسبة الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه حسب منظمة الصحة العالمية WHO إلى 17.8-2.2% حول العالم، بينما تصل نسبة انتشاره في العالم العربي إلى 16-1.3%، ويعود سبب الفرق الشاسع في النسب إلى عوامل مختلفة متعلقة بالدراسات التي تناولت هذا الاضطراب.[٢]


أعراض وعلامات الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

قد يعاني الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من الأعراض الآتية:[١]

  • ينسى ويفقد الكثير من الأشياء الخاصة به مثل أشياء المدرسة.
  • يُلاحظ عليه التهيّج والتململ في كثير من الأحيان.
  • يتحدث كثيراً.
  • يرتكب الكثير من الأخطاء.
  • يجد صعوبة في التوافق مع الأطفال الآخرين.
  • يتصف بالإهمال.
  • يعاني من ضعف الأداء في المدرسة.
  • قد يقوم ببعض المخاطر غير الضرورية والمؤذية.
  • يجد صعوبة في مقاومة الإغراءات من حوله.
  • قد يعاني من قلة الثقة بالنفس.
  • يعاني من ضعف الأداء في المدرسة.
  • قد يقوم ببعض المخاطر غير الضرورية والمؤذية.
  • يحلم أحلام اليقظة بشكل كبير.


وعلى الرغم من أنّ بعض الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه تتحسن حالتهم مع تقدمّهم في العمر، إلّا أنّ البعض الآخر قد يعاني من صعوبة التركيز وسوء التصرف من وقت لآخر، بينما البعض الآخر قد لا يتخلص من هذه السلوكيات مع التقدم في العمر، وقد تستمر الأعراض لفترات طويلة، كما أنّها قد تكون شديدة، ويمكن أن تسبب مشاكل للطفل في المدرسة أو في المنزل أو مع الأصدقاء.[٣]


أنواع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

هناك ثلاثة أنواع مختلفة من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، تم تصنيفها اعتمادًا على أنواع الأعراض التي تظهر على الطفل، وهي:

  • النوع الذي يغلب عليه النشاط الحركي الزائد والاندفاع: إذ يتحدث الطفل المصاب بهذا النوع من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بشكل كبير، و يقاطع الآخرين ويتحدث في أوقات غير مناسبة، كما إنه كثير التململ حيث يصعب عليه أن يجلس لفترات طويلة، وغالباً ما يرغب الطفل بالقفز والتسلق والركض باستمرار، وغيرها العديد من الأعراض.
  • النوع الذي يغلب فيه نقص الانتباه: يصعب على الطفل المصاب بهذا النوع من فرط الحركة وتشتت الانتباه تنظيم مهامه أو إنهائها، وقد يصعب عليه الانتباه إلى التفاصيل، أو اتباع التعليمات أو المحادثات، حيث يتشتت انتباه الطفل بسهولة أو حتى قد ينسى تفاصيل روتينه اليومي.
  • النوع الذي يجتمع فيه النشاط الحركي الزائد والاندفاع مع نقص الانتباه في آن واحد: حيث تظهر أعراض النوعين المذكورين أعلاه بشكل متساوٍ لدى الطفل المصاب بهذا النوع من فرط الحركة وتشتت الانتباه.[٣]


أسباب فرط الحركة وتشتت الانتباه

ما زال السبب الرئيسي والدقيق الكامن وراء الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غير معروف تمامًا، على الرغم من أنه يُعتقد أن مجموعة من العوامل هي المسؤولة عن الإصابة به، ومن هذه العوامل نذكر ما يأتي:[٤]

  • عوامل جينية: إذ يعتقد بوجود جينات مسؤولة عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه قد تنتقل من الآباء إلى الأبناء، لذا تزداد خطر الإصابة بهذا الاضطراب في حال إصابة أحد أفراد العائلة به.
  • عوامل متعلقة بوظائف وتراكيب الدماغ: فقد لوحظ اختلاف بين تركيب دماغ الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه والأطفال الآخرين، كما لوحظ وجود مشكلة في النواقل العصبية لديهم.[٤]


كما توجد مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ومنها:[٥][٤]

  • إصابة الطفل بالصرع.
  • ولادة الطفل بوزن منخفض.
  • ولادة الطفل بموعد مبكر عن الطبيعي، أي قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل.
  • إصابة الطفل بتلف في الدماغ سواء في رحم الأم أو نتيجة إصابة في الرأس.
  • التدخين أو شرب الكحول أثناء فترة حمل الأم.
  • التعرض للسموم البيئية في سن مبكرة، مثل مستويات الرصاص العالية.


يعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر شيوعًا عند الذكور منه لدى الإناث، ومن المرجح أن تعاني الإناث المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من مشاكل في عدم الانتباه بشكل أكبر مقارنةً بالذكور.[٥]


تشخيص إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

قد يصعب تشخيص إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وخاصةً عند الأطفال، حيث إنه لا يوجد أي اختبار محدد يمكن من خلاله الكشف عن الإصابة بهذا الاضطراب، لذا يستند الأطباء لتشخيص هذا الاضطراب على عدد الأعراض التي يعاني منها الطفل ومدة ظهورها، كما أن الطبيب يقوم باستبعاد أي مشاكل أخرى قد تسبب ظهور الأعراض، مثل الظروف الصحية الأخرى أو المشاكل في الحياة اليومية، وللحصول على التشخيص الصحيح، قد يطلب طبيب الرعاية الأولية الخاص بطفلك مراجعة طبيب نفسي.[٦]


علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

لا يوجد علاج شافٍ تماماً لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، إنما يتم اللجوء لاستخدام العلاجات المخففة للأعراض، وعادةً ما يتضمن العلاج ما يأتي:

  • العلاجات الدوائية: فقد تساعد العلاجات الدوائية على تنشيط الدماغ، وزيادة قدرة الطفل على التركيز والانتباه، بالإضافة إلى زيادة القدرة على التحكم في النفس.
  • العلاجات السلوكية: حيث يمكن من خلال العلاجات السلوكية مساعدة الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية والتخطيطية التي قد تكون مفقودة نتيجة الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • تدريب الوالدين في طريقة معاملة الطفل المصاب: والتعليم على أفضل طرق الاستجابة للصعوبات السلوكية عند الطفل والتي تشكل جزءًا من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • الحصول على دعم من المدرس: إذ يمكن للمعلمين مساعدة الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من خلال تحفيزهم عند قيامهم بأداء جيد في المدرسة، وجعلهم يستمتعون بالمدرسة أكثر من خلال اتباع استراتيجيات معينة.[٧]


الوقاية من الإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه

لا يُعرف حتى الآن أي نوع من التدابير الوقائية للحد من حدوث اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال، ومع ذلك، فإن الاكتشاف والعلاج المبكر يمكن أن يقلل من شدة الأعراض، ومدى تأثير الأعراض السلوكية على أداء المدرسة، كما يعزز النمو الطبيعي للطفل وتطوره، ويحسن نوعية الحياة التي يعيشها الأطفال أو المراهقون المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Attention-deficit/hyperactivity disorder (ADHD) in children", Mayo Clinic, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  2. is one of the,to 17.8% (10) "Prevalence of attention deficit hyperactivity disorder among school-aged children in Jordan", World Health Organization, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  3. ^ أ ب "What is ADHD?", Centers for Disease Control and Prevention, 2020-10-22, Retrieved 2020-12-01. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Attention deficit hyperactivity disorder (ADHD)", National health service, 2018-05-29, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  5. ^ أ ب "Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder", The National Institute of Mental Health, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  6. Hansa D. Bhargava, MD (2020-06-07), "Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD)", WebMD , Retrieved 2020-12-02. Edited.
  7. Shirin Hasan, MD (2017-10-31), "ADHD", Kids Health, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  8. "Pediatric Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder (ADHD)", Children's National Hospital , Retrieved 2020-12-02. Edited.