الدليل الشامل لأمراض العيون عند الأطفال

يوجد العديد من حالات وأمراض العيون المختلفة التي يمكن أن تؤثر في رؤية طفلك، وفي حال الاشتباه بوجود أي مشكلة في رؤية الطفل، أو في حال ظهور نتائج غير مطمئنة عند فحص نظر الطفل، فيجب إحالته إلى طبيب عيون الأطفال لإجراء المزيد من التقييم والتشخيص، إذ يعد الاكتشاف والعلاج المبكر لأمراض العيون أمرًا مهمًا للغاية، فما هي أكثر أمراض العيون شيوعًا التي قد تصيب الأطفال؟^[١]

أشهر أمراض العين عند الأطفال 

يمكن بيان أكثر أمراض العيون التي تصيب الأطفال شيوعًا على النحو الآتي:^[١]

الحول

من الأمراض الشائعة التي قد تصيب الأطفال الحول (بالإنجليزية: Strabismus)، وأهم ما يجب معرفته عنه ما يلي:^[٢]

• الكثير من الرضع يبدو وكأنهم مصابون بالحول، ولكن هذا ليس حولاً حقيقياً، فمع نمو الرضيع قليلاً يكتمل لديه تطور معالم الوجه التي تتسبب بالإيحاء الخاطئ للناظر لعيني الطفل أنّه يعاني من الحول.
• الحول هو عدم اصطفاف العينين بشكل صحيح وتحركهما في اتجاهات مختلفة، بحيث أنه عندما يحاول الطفل النظر للأمام على سبيل المثال، تتجه إحدى العينين مباشرةً إلى الأمام بينما تنقلب العين الأخرى للداخل، أو للخارج، أو لأعلى، أو لأسفل.^[٣]
• يؤثر الحول في رؤية الطفل، فلكي يتمكن الشخص من رؤية الأشياء بوضوح يجب أن تركِّز كلتا عينيه في النقطة ذاتها.^[٣]
• على الرغم من أن معظم المُصابين بالحول لا يعانون من أي أعراض، إلا أنّ بعض هؤلاء الأطفال يميلون رؤوسهم كثيرًا حتى يتمكنوا من رؤية الأشياء، وقد يرون الشيء الواحد وكأنه شيئان أو ما يُشار إليه باسم الرؤية المزدوجة.^[٤]

قصر النظر

قد تلاحظين على طفلك أنه لا يرى الأشياء البعيدة بشكل واضح، قد لا يشتكي طفلك من ذلك، ولكن يقترب من الأشياء البعيدة حتى يتمكن من رؤيتها، في حال لاحظتِ ذلك يجب مراجعة الطبيب، ففي هذه الحالة يمكن أن يعزى السبب إلى قصر النظر (بالإنجليزية: Myopia)، قد يزداد الأمر سوءًا خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة، ولكن لا داعي للقلق فمن السهل تصحيح ذلك باستخدام النظارات، عادةً يجب أن يتم فحص نظر الأطفال في عمر 6 أشهر و 3 سنوات وقبل الصف الأول، ولكن إذا كان هناك تاريخ عائلي من قصر النظر التدريجي أو أمراض العيون الأخرى يجب الاهتمام بإجراء الفحص بشكل روتيني وإعطائه أهمية أكبر.^[٥]

طول النظر

لا يستطيع الأطفال المُصابون بطول النظر (بالإنجليزية: Farsightedness) رؤية الأشياء القريبة بوضوح، ممّا يجعل عليهم من الصعب أداء بعض المهام كالقراءة،^[٦] لكن تجدر الإشارة إلى أنّ الإصابة به عند الأطفال أقل شيوعًا من الإصابة بقصر النظر،^[٧] وقد تلاحظين على طفلك المُصاب بطول النظر بأنّه يغمض عينيه أو يرمش عند النظر إلى الأشياء القريبة، أو أنّه قد يفرك عينيه كثيرًا، وقد يعاني آخرين من ألم في العينين، أو الرأس، أو من الإرهاق بشكل عام. ولحسن الحظ أنّه من السهل علاج طول النظر عند الأطفال عن طريق ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة، كما أنّ بعض الأطفال لا يحتاجون إلى أية علاج.^[٨]

انحراف النظر

الاستجماتيزم أو اللابؤرية (بالإنجليزية: Astigmatism) هي حالة من عدم وضوح الرؤية ناتجة عن وجود انحناء غير طبيعي في قرنية العين أو العدسة،^[٩] عدم انتظام سطح القرنية يؤثر على كيفية دخول الضوء إلى العين وقد يجعل الأمور تبدو مضحكة، بحيث تبدو الأشياء ضبابية، مثل جعل الحرف "D" يبدو مثل "B" أو مموجًا،^[١٠] وقد تلاحظين أن طفلك كثيرًا ما يفرك عينيه، أو أنه حساس للضوء، أو يغلق إحدى عينيه ليركز فيما يراه، أو أن طفلك يقترب من شاشة التلفاز والكتب عند القراءة، والجدير بالذكر أنه مع نمو الطفل يمكن أن يتم تصحيح هذا الانحراف في عدسة العين بشكل تلقائي، مع ذلك يجب أن يولي الآباء جل اهتمامهم في متابعة حالة طفلهم، وفي بعض الحالات قد يصلح استخدام النظارات الطبية هذه المشكلة في وقت قصير.^[١٠]

التهاب الملتحمة

كثيرًا ما يصاب الأطفال بالتهاب النسيج الرقيق الشفاف الذي يقع فوق الجزء الأبيض من العين ويبطن الجفون من الداخل، ويسمى هذا بالتهاب الملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctivitis) أو بالعين الوردية أو الرمد، وتجدر الإشارة إلى أنّ إصابة الطفل بالعين الوردية لا يعد أمرًا خطيرًا، إلا أنّه في بعض الأحيان قد يكون سريع العدوى، فينتشر بسرعة إلى الأطفال الآخرين،^[١١] وغالبًا ما تكون العلاجات المنزلية كافية لتهدئة أعراض العين الوردية المصاحبة لنزلات البرد، أو الحساسية، ويتكون العلاج في المقام الأول من تطهير العينين باستخدام قطرات الدموع الاصطناعية أو باستخدام القطن والماء الدافئ، كما يمكن وضع الكمادات الباردة على العينين لما لها من تأثير مهدئ.^[١٢][١٣]

للمزيد، تابع مقال: رمد العين عند الأطفال

انسداد القناة الدمعية 

قد يولد بعض الأطفال ولديهم انسداد في القناة الدمعية (بالإنجليزية: Blocked tear duct) التي تصرف الدموع من العين إلى الأنف، أو قد يصابون بذلك بسبب العدوى أو التعرض لإصابة مباشرة، إذ يمكن للأم أن تلاحظ عند طفلها حديث الولادة أو طفلها الصغير غزارة الدموع في عينيه، كما قد يكون هناك بعض الإفرازات، بالإضافة إلى احمرار المنطقة حول العينين نتيجة لفرك الأطفال لعيونهم، ولحسن الحظ، تزول معظم حالات انسداد القنوات الدمعية من تلقاء نفسها دون علاج، إلا أنّ الطبيب قد ينصح بتدليك الزاوية الداخلية للعين القريبة من الأنف حوالي 2-3 مرات يوميًا، بالإضافة إلى تنظيف أية إفرازات تظهر من العين بمنشفة دافئة، وأحيانًا قد يصف المُضادات الحيوية.^[١٤]

خدش القرنية

عندما يدخل شيء ما في العين، مثل الأوساخ أو الرمل، أو إذا حدث وأن خدش ظفر أو شيء آخر العين، فإن الإصابة تسمى كشط أو خدش القرنية (بالإنجليزية: Corneal Abrasion)، ومن أعراض ذلك:^[١٥] 

• الشعور بألم شديد في العين.
• عدم القدرة على فتح العينين.
• تشوش الرؤية.
• التدميع.
• الحساسية والانزعاج من الضوء.
• احمرار العين وتورمها.

عادة ما تلتئم خدوش القرنية السطحية عند الطفل الصغير بين عشية وضحاها، بينما قد تستغرق إصابات القرنية الأكثر حدةً وقتًا أطول للشفاء.

البردة

قد تلاحظ الأم وجود كتلة صغيرة في جفن الطفل في أحد العينين أو كلتاهما، ويحدث ذلك عندما يكون هناك انسداد في الغدد الدهنية للجفن العلوي أو السفلي، وتسمى هذه الحالة البردة أو الكالزيون (Chalazion)، وغالبًا لا تُسبِّب هذه الألم لطفلك، ويمكن أن يكون هناك تورم واحمرار في الجفن، وفي بعض الأحيان قد تظهر إفرازات صفراء من عين الطفل، وتجدر الإشارة إلى أن العديد من حالات البردة الصغيرة لا تستدعي العلاج وتختفي من تلقاء نفسها، في حين أن الانتفاخات الكبيرة، أو تلك التي أصيبت بالعدوى قد تستدعي العلاج.^[١٦][١٧]

شحاذ العين

شحاذ العين أو شَعيرَة العين أو الجُدْجُد أو الجليجل أو تبزّل العين هي أسماء لمرض دمل الجفن (باللاتينية: Styes)، تحدث بسبب عدوى في الغدد الدهنية أو العرقية في جفن طفلك، يمكن أن تحدث الأعراض بشكل مختلف قليلاً من طفلك إلى طفلٍ آخر، يمكن أن تشمل الأعراض ما يأتي:^[١٨]

• تورم في الجفن.
• احمرار على حافة الجفن.
• ألم فوق المنطقة المصابة.
• تصريف سائل أصفر.

قد يشمل العلاج وضع كمادات دافئة ومبللة على عين طفلك وقد تحتاجين إلى القيام بذلك عدة مرات في اليوم لمدة 15 دقيقة في كل مرة، وقد يصف الطبيب أحيانًا مراهم للعين تحتوي على المضادات الحيوية.

التهاب الجفن

قد تلتهب الغدد الدهنية في الجفن مما يؤدي إلى تورم الجفون وتقشر الرموش بشكل مفرط، قد يكون التهاب الجفن (بالإنجليزية: Blepharitis) مشكلة متكررة عند الأطفال وتستمر حتى سنوات لاحقة على الرغم من أخذ العلاج المناسب،^[١٩] ويشمل العلاج المنزلي وضع كمادات دافئة ورطبة على عيون الطفل لمدة 15 دقيقة في المرة عدة مرات في اليوم، وقد يشمل أيضًا استخدام مرهم مضاد حيوي على العين المصابة.^[٢٠]

كسل العين

قد يصاب الطفل بمرض بإحدى عينيه يجعل العين مصابة بالكسل، وذلك لأنّها لا تتلقى صورة واضحة للأشياء مثل العين الأخرى، وتطلق على هذه الحالة الغمش أو كسل العين (بالإنجليزية: Amblyopia)، ويجب على الأم الحذر بهذه الحالة؛ لأنه إذا تُرِك الطفل بدون علاج، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف في الرؤية لديه، إلا انّه يمكن علاجها وتحسين الرؤية لدى الطفل خاصةً إذا عُولجَت في سن مبكِّرة، ويكون العلاج إما بارتداء النظارات، أو جعل الطفل يرتدي رقعة على عينيه.

ومن أكثر أسباب الإصابة بكسل العين شيوعًا:^[١٦] 

• الحول.
• الخطأ الانكساري، والتي تتضمن قصر النظر، وطول النظر، والابؤرية.^[٧]
• تدلي الجفن (بالإنجليزية: Ptosis).^[١٦]
• إعتام عدسة العين (بالإنجليزية: Cataract).^[١٦]

تدلي الجفون

أحيانًا يكون الجفن العلوي عند الطفل متدلي للأسفل أكثر مما ينبغي، قد يحدث هذا في عين واحدة أو كلتا العينين، ويطلق على ذلك اسم تدلي الجفن (بالإنجليزية: Ptosis or eyelid drooping)، وقد يُصيب هذا الأطفال منذ الولادة، وغالبًا ما يكون تدلي الجفون عند الرضع والأطفال بسبب وجود مشكلة في العضلات التي ترفع الجفن، أو وجود مشكلة في الأعصاب التي تتحكم بحركة الجفن، أو نتيجة لأسباب أخرى، ومن أعراضه:^[٢١] 

• إمالة الطفل رأسه للخلف حتى يتمكن من الرؤية.
• محاولة الطفل رفع حاجبيه لمحاولة رفع جفن العين.
• التدميع.
• انسداد الرؤية في الحالات الشديدة.

يُعالَج تدلي الجفون عند الأطفال بإجراء عملية جراحية، أحيانًا يكون من الضروري إجرائها مباشرةً بعد التشخيص لمنع الإصابة بكسل العين، أمّا في حال عدم تؤثر الرؤية فيمكن الانتظار حتى يكبر الطفل قليلًا لعمر 3-4 سنوات.^[٢١]

الجلوكوما 

أحيانًا لا تكون العين قادرة على تصريف السائل الموجود داخلها بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط هذا السائل داخل العين ببطء، وفي الحقيقة يمكن لتجمع السائل أن يضغط على العصب البصري مما يؤدي إلى إتلافه وفقدان الرؤية، ويُشار لهذه الحالة باسم الزرق، أو الجلوكوما (بالإنجليزية: Glaucoma)،^[٢٢] إلا أنّ التشخيص والعلاج المبكِّر للمرض يساعد على الحفاظ على حاسة البصر لدى الطفل في الغالبية العظمى من الحالات.^[٢٣] 

اعتام عدسة العين 

يُشار لظهور المنطقة الشفافة فوق عدسة العين وكأنّها ضبابية أو معتمة باسم السَّادُّ، أو الماء الأبيض، أو إعتام عدسة العين (بالإنجليزية: Cataract)، يحدث هذا عندما يبدأ بعض البروتين المكوّن لعدسة العين بالتكتُّل معًا، وقد يعيق ذلك الرؤية، بحيث يمنع أشعة الضوء من المرور عبر العدسة والانعكاس على شبكية العين، ويمكن أن يؤثر إعتام عدسة العين في عين واحدة أو كلتا العينين، وعلى الرغم من أن إعتام عدسة العين عند الأطفال غير شائع، قد يولد الطفل مصابًا بهذا المرض، أو يُصاب به لاحقًا، وعادةً يتضمن العلاج إجراء عملية جراحية للطفل.^[٢٢]