لا يوجد جدولٌ نومٍ زمنيٌّ خاص بالطّفل الرّضيع، ولكن توصي مؤسسّة النوم الوطنيّة (National Sleep Foundation) بضرورة نوم الرضيع ما يقارب 14-17 ساعةً في اليوم الواحد، بحيث يتم إيقاظه عدّة مرّاتٍ وخلال فترات قصيرةٍ للرّضاعة، وفي هذا المقال سنتحدّث عن أسباب كثرة النوم والخمول عند الأطفال حديثي الولادة.[١]

الأسباب المتوقّعة لكثرة النّوم عند حديثي الولادة

لا داعي لشعور الأم بالخوف والقلق عند نوم طفلها لساعاتٍ أكثر من المعدّل الطّبيعي ما دامت صحّتُه جيّدة، فيما يلي نذكر أبرز الأسباب المرتبطة بكثرة النوم والخمول عند الأطفال الأصحّاء حديثي الولادة:[٢][٣]

  • زيادة النمو: وهي الفترة الّتي يكون فيها الطّفل في أوج نموّه وتتمثّل في العشر الأيام الأولى من عمر الطفل، وما بين الأسبوع 4-6، وأيضًا في الشّهر الثالث والرّابع والسّادس والتّاسع.
  • تغيّراتٌ في تطوّر ونموُّ الطفل: يؤدي تعلُّم الطفل لمهاراتٍ جديدة إلى انشغاله لساعات طويلة ومن ثمّ شعوره بالتعب والنوم، أو قد تتراجع فترةُ النوم لديه بشكلٍ مؤقّت.
  • الإصابة بمرضٍ ما: مثل نزلات البرد أو عدوى الجهاز التنفّسي، وقد يجدون صعوبةً في التنفّس أيضًا، وذلك لأنّهم يتنفّسون من الأنف في الأيام الأولى من حياتهم.
  • تناول وجبة طعامٍ كبيرة: يبدأ الطفل بشرب المزيد من الحليب مع نموِّ معدته شيئًا فشيئا، ولذلك يستغرق في النوم فتراتٍ أطول من المعتاد، خصوصًا لدى الأطفال اللّذين يرضعون حليبًا صناعيًّا.
  • تطعيم الطفل أو طهوره: من الطّبيعي نوم الطفل ساعاتٍ إضافية عند القيام ببعض الإجراءات الطبية للطّفل، مثل التطعيم والطّهور.


القلق من كثرة النوم لحديثي الولادة

تكون كثرة النوم عند حديثي الولادة مقلقة في حالات متعدّدة، نذكر منها:[٣]

  • الإصابة باليرقان، وهي حالةٌ مرضيّة يتحول فيها لون الجلد إلى اللّون الأصفر، وتصيب أكثر من نصف الأطفال حديثي الولادة.
  • عدم تناول حليب بالشّكل الكافي.
  • تبلّل حفاضة الطفل بمعدل أقل من الطبيعي.
  • الإفراط في الخمول وسرعة الهيجان.


إيقاظ الطّفل من نومه خلال اليوم

لا بُد من إيقاظ الأطفال حديثي الولادة لإرضاعهم إذا ناموا لفترات طويلة جدًّا سواء خلال النّهار أو اللّيل، خصوصًا وأنّهم بحاجة إلى التغذية في الأسابيع الأولى من حياتهم من أجل زيادة الوزن، وبالتّالي يجب إرضاعهم بشكلٍ متكرّرٍ وإيقاظهم كل 3 إلى 4 ساعات تقريبًا، حيث عادةً ما يحتاج الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم إلى وجبةِ حليبٍ كل 2 إلى 3 ساعات، أمّا الذين يرضعون الحليب الاصطناعي فإنّهم يحتاجون إلى الحليب كل 3 إلى 4 ساعات، أي أنّ معدّل الرضاعة يكون لديهم أقل، ولكن عند تجاوز الطّفل الأسابيع الأولى من عُمُره فلا مانع من تركه لينام ساعات طويلة في الليل، وذلك لحصوله مسبقًا على التغذية المناسبة والكافية له.[٤][٥]


ماذا إن لم أتمكن من إيقاظ طفلي؟

في الحقيقة يحتاج إيقاظ الطفل بعض الصبر والتّحمل، فقد تحاول الأم كثيراً حتى تتمكن من إيقاظ طفلها لإرضاعه، ولكن غالبًا ما قد يمتنع الطّفل عن الرّضاعة، وهنا لا بأس من تركه يغفو مرّةً أخرى مع الأخذ بعين الاعتبار تجربة جميع المحاولات المُتاحة لإرضاعه، وفي حال عدم مقدرة الأم تزويد طفلها بِثمان وجباتٍ كاملة من الرضاعة فعليها استشارة طبيب الأطفال المختص.[٤]


كيف يمكن إيقاظ الطفل؟

يمكن للأمِّ إيقاظ طفلها لأجل الرضاعة من خلال اتباع مجموعة من الخطوات، نذكرها:[٦]

  • أزيلي قطعة القماش أو البطّانية التي يلفُّ المولود بها: حيث بالإمكان إيقاظ الطفل عن طريق إزالة الغطاء عنه مع تعرية بعض المناطق من جسده إلى حين شعوره بالبرد الخفيف، كما يُمكن أن تساعد إزالة الحفاضة الخاصّة به مع وضع مناديل رطّبة على مؤخّرته في زيادة الانتعاش وتحفيز الاستيقاظ أيضًا.
  • ضعي الطفل على سطح صلبٍ قوي: مثل سجادة الأرض الخاصّة باللعب، حيث يمكن أن تُثير هذه الخطوة الطفل قليلًا نتيجة شعوره بالضعف بحيث يستيقظ بعدها للرضاعة.
  • امنحي الطفل حمّامًا دافئًا مع استخدام ليفة الاستحمام: يمكن للأم أن تزيد من نشاط وانتعاش الطفل من خلال حمّام الماء الدّافئ مع استخدام ليفة الاستحمام بلطف على جلد الطفل أو استخدام المنشفة المبلّلة.
  • امسحي على ظهر الطفل: بالإمكان إيقاظ الطفل للرضاعة من خلال المسح وتحريك الأصابع على ظهره من أعلى إلى أسفل.
  • انفخي في وجه الطفل بلطف: يمكن إيقاظ الطفل من خلال النفخ وتحريك الهواء على وجه الطّفل بشكلٍ لطيف، وقد ينظر الطفل بغرابة أثناء القيام بهذه الحركة لكنّها طريقة تُباغت الطفل وقد تستثيره للرضاعة.
  • استخدامى منشفة مبلّلة على أقدام الطفل: يتم اللُّجوء إلى هذه الطريقة في حال عدم نجاح الخطوات السابقة، حيث يتم وضع منشفة مبلّلة وباردة على أقدام الطفل من أجل استثارته وإيقاظه للرضاعة.


مراجعة الطبيب

بشكلٍ عام لا يعتبر نوم الطّفل لساعاتٍ كثيرة أمرًا طارئًا وخطير، لكن من الضّروري إخبار طبيب الأطفال المختص إن كان نوم الرّضيع أكثر من 17 ساعة في اليوم بشكلٍ منتظمٍ ومكرّر، وإن كان الأمر يؤثُّر في عدد وجبات الحليب الكاملة الّتي يجب أن يتناولها والبالغ عددها 8 وجبات أيضًا، وفي حال ظهرت الأعراض التّالية على طفلك لا بدّ من الاتّصال بالطبيب مباشرة:[٤][٧]

  • وجود مشكلةٍ في إيقاظ الطفل أو ملاحظة إفراط كبيرٍ في الخمول والكسل لديه.
  • ظهور علامات على الطّفل تدل على إصابته بالجّفاف، مثل: التبلّل الحفاضة بقدر أقل من الطبيعي، أو تشقُّقٍ في الشفاه، أو بكاء الطفل من غير دموع، أو زيادة درجة لون البول.
  • الاستيقاظ بمزاجٍ سيّء وبكاءٍ شديد مع صعوبة إرضائه.
  • عدم وجود رغبةٍ للرّضاعة عند الاستيقاظ.
  • عدم الاستجابة عند محاولة الأم إيقاظه.
  • تقيؤ الطفل بعد الرّضاعة.[٨]
  • ظهور دمٍ مرافق للتقيؤ بعد الرّضاعة.[٨]
  • وجود دمٍ ممزوج مع البراز الخاصِّ بالطّفل.[٨]
  • البكاءُ بشكلٍ مستمرّ.[٨]
  • إن كان الطفل يُعاني من أعراض مرتبطة بوجود مشاكل في الجهاز التنفسي، فمن الضروري الاتّصال بالطبيب المختصِّ فورًا، أو أخذ الطّفل مباشرة إلى غرفة الطوارئ،[٨] ومن هذه الأعراض:[٨][٧]
  • ظهور صفيرٍ عند التنفّس.
  • التنفّس بصوتٍ مرتفعٍ للغاية.
  • إصابة الطّفل بالحمّى.
  • السّعال الشّديد المستمرّ.


المراجع

  1. "How Much Sleep Do Babies and Kids Need?", sleepfoundation, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  2. "When Baby Growth Spurts Happen and the Signs to Look For", whattoexpect, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Is Your Newborn Sleeping Too Much? Here’s What You Need To Do", sleepadvisor, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Can Babies Sleep Too Much?", whattoexpect, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  5. "Sleep and Your Newborn", kidshealth, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  6. "Can a Baby Be Too Sleepy?", thebump, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Is my newborn sleeping too much?", medicalnewstoday, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح "Poor Feeding in Infants", healthline, Retrieved 19/8/2021. Edited.